إطلالة
هناك بعض الفيديوهات المستفزة التي يتم عرضها على السوشيال ميديا تعمداً لإثارة مشاعر المواطنين . وتختلف هذه الفيديوهات في المشاهد والمضمون ، ولكن أهدافها واحدة، فهناك فيديو يتضمن بعض اللقطات لفتيات وسيدات وكأن هناك مذيعًا يسألهن عن أكثر يوم تم صرف مبالغ مالية لكل منهن أثناء تواجدهن بالساحل الشمالي، فتقول إحدهن 25 ألف جنيه تقريباً، والأخري تقول 15 ألفًا، وإحداهن تقول بصراحة عشان لا يكون فيها “افورة” صرفت 10آلاف جنيه ، وغير ذلك من مبالغ قد يكون أسرة كاملة تعمل لا تحصل علي هذه المبالغ كمرتب شهري. وهناك فيديو آخر لشخص يبدأ حديثه قائلًا: “هاي يا جماعة، بالنسبة للناس اللي بتتكلم عننا وتقول إننا اشترينا شاليهات في مارينا بمائة وخمسة ملايين جنيه، إحنا ناس بنحب الخصوصية وبنعمل صفقات علشان نتمتع بفلوسنا، تعرفوا المشكلة عندي فين أنني فوجئت أن في ناس اشترت شاليهات جنبنا ب14 مليون ، أصبح المكان عشوائي لدرجة أني بفكر عدم الذهاب هناك مرة أخرى، المفروض أن الناس التي تمتلك شاليهات بمئات الملايين تكون جنب بعضها عشان المستوى الاجتماعي يكون قريبًا من بعض”، هذا الفيديو يكمن كم استفزاز لأي شخص عادى غير طبيعي نهائياً. وهناك العديد والعديد من مثل هذه الفيديوهات المقصودة.
الموضوع أكبر بكثير من مجرد فيديو ينشر لمجرد أن يكسب بعض التعليقات أو المشاهدات، بينما المسألة أخطر بكثير ووراءها مغزى سياسي ألا وهو تقليب الشعب علي الدولة والوقيعة بينهما لصالح أعداء البلاد، التي تخشي من قوة مصر وشعبها، وتريد أن تنال منها بأي شكل وبجميع الطرق والمخططات التي تقوم بتنفيذها بالعديد من الخطط الممنهجة، فهم لم يكتفوا بالضرب من خلال أطفالنا والمراهقين والشباب عن طريق التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات التي تهدم أبنائنا، والفساد الذي أصبح يسود في المجتمع بجميع أطيافه وفئاته، والذي نتج عنه تفشي الجرائم والتفكك الأسري والخيانات الزوجية، والأمراض النفسية والعضوية وغير ذلك من أنواع الأذي الذي مس الجميع من أجل تنفيذ الأجندة الصهيو أمريكية للقضاء على مصر التي تقف أمامهم، فهي العقبة في طريقهم، والتي تطيح بأحلامهم في السطو على الوطن العربي بأكمله. بل امتدت جرائمهم إلي محاولة استفزار الشعب المصري وتقليبه علي الدولة كي تغرقها في حل مشاكلها الداخلية مع الشعب وتنهمك فيها وتنسي مشاكلها الخارجية وتهمل فيها .
اختيار هذا التوقيت بالأخص يؤكد ما نقوله، فالدولة المصرية الآن بقيادتها لا تفكر إلا في كيفية التصدى لكل التحرشات الصهيونية من إسرائيل على الحدود المصرية، وهذه الفيديوهات المفتعلة والمقصودة تحاول الضغط على الشعب كي يضغط على الدولة ويضيع الكيان المصري بأكمله في صراعات داخلية ممنهجة. وهذا ما تم تنفيذه في العديد من الدول العربية وجعلوها تدخل في حروب داخلية لإضعافها حتي تنال منها بكل سهولة. والآن دور الشعب المصري بأن لا ينجرف وراء تلك المخططات والمهاترات ويظل كعادته وقت الجد يقف بقلب رجل واحد حتى لا يتمكن العدو من اللعب بعقولنا والوقيعة بين الشعب والدولة …المصريون يظهرون وقت الشدائد ويتكاتفون ضد من يحاول الاقتراب من أراضيهم، فهذا الشعب حفظه الله وكرم أرضه في كتابه العزيز .