أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأمن السيبراني يمكن أن يؤدي الي حرب عالمية أو حرب نووية ، موضحا أنه في حالة توجيه ضربة سيبرانية على احد البنوك الامريكية قد تشل الدولة لعدة ايام ، مشيرا إلي تصريحات إحدى المصادر الأمريكية أنه في حالة توجيه ضربة لاحد المناطق الحساسة للأمن القومي الأمريكي فسوف نرد بضربة نووية، مشددا على ضرورة أن يقوم العرب بحماية أنفسهم ضد من يتربص بهم، من خلال توفير خبراء في هذا المجال الأمن الرقمي.
الأمن السيبراني
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني للنسخة الثالثة الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ، والذي يُعقد على مدار يومي 3 و4 يونيو 2024 ، تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، وبالتعاون مع المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (الإيكتوا)، وبمشاركة أكثر من 20 وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية مصرية، وعشرات الوزارات والكيانات والشركات العربية والدولية.
وتحدث أبو الغيط عن ايجابيات للأمن السيبراني واصفا بانه ركيزة اساسية من الأمن القومي للدول ، إلا أنه في الوقت نفسه سلاح بالغ الفاعلية ويمكن استخدامها بشكل سلبي ضد الشباب والمجتمعات، لافتا الي التأثيرات السلبيه للسوشيال ميديا في تبني خطابات تشكيك في المؤسسات الوطنية ونشر خطابات الكراهية ، لافتا ان الأمن السيبراني نجح في تدمير الكثير من المجتمعات العربية و سقوط دول مثل ليبيا واليمن وسوريا وقت الربيع العربي ، قائلا: ” ما كان لنا أن نسقط اذا تنبهنا الأمن السيبراني مثل الدول المتقدمة” ، مشيدا بتجربة الصين التي تسطر على نظامها السيبراني بالكامل لحماية مستقبلها ، لافتا انه قد يتيح للتنظيمات الإرهابية ارتكاب هجمات إرهابية.
وأوضح ابو الغيط ان الجامعة العربية تهتم بالعمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني، وإدراكاً لأهمية المشكلات والتحديات السيبرانية، طرح هذا الموضوع المهم على أجندة القمة العربية التنموية الرابعة ببيروت في عام 2019 ضمن ملف “التحول الرقمي العربي”، حيث أصدرت القمة قراراً بتكليف الجامعة العربية بوضع رؤية مشتركة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني.
وأوضح أن هذا المنتدى سيشهد إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أعدتها المنظمة وأقرها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في اجتماعه الأخير بأبو ظبي، هذا بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي أقامتها المنظمات والاتحادات العربية والتي لا يسعني المجال هنا للإشارة إليها.
ودعا الامين العام الي تطوير لمجتمعات العربية بأسرع وقت ممكن لتأمين ذكاء اصطناعي إيجابي وليس سلبي ، فرغم أنه يخدم البشرية في كل مجالات الحياة الا أنه قد يتحول الي تهديد لها ، مستشهدا بتصريحات احد الخبراء في الإمارات الذي أكد فيها ان الذكاء الاصطناعي في عام ٢٠٢٥ سيفوق الذكاء البشري ، ويستطيع أن يسيطر عليه الإنسان إذ ضل الطريق.
الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
وأوضح ابو الغيط ان الأكاديمية البحرية للنقل والتكنولوجيا لديها كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وأن الجامعة العربية تضم اجتماعين سنويا مع كافة القطاعات في الجامعة والمنظمات والكيانات العربية، وانه منذ ٣ سنوات كان الموضوع الرئيسي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، حيث لا يمكن فصل الأمن السيبراني عن كافة قطاعات الأمن المختلفة .
وأوضح الأمين العام أن الأمن السيبراني يرتبط بجراىم الكترونية اخري مثل الابتزاز والدارك ويب التي تدفع البشر الي الانتحار، لكن شرائح واسعة من المجتمع العربي لا تدرك خطورة الموقف والمعلومات الأزمة لحماية بياناتها وحياتها الشخصية، مؤكدا على أهمية التوعية والتعامل مع هذا التهديد الخطير ، داعيا ال. حملات توعية بأهمية حماية المعلومات من الجرائم السيبرانية.
من جانبه ، قال المهندس محمد بن عمر مدير عام المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (الإيكتوا)، إن المجال المتسارع للأمن السيبراني، يفرض علينا حماية أصولنا الرقمية بأكثر من مجرد حل فريد، ولكن يتطلب الأمر التزاما مستمرا بالابتكار والبصيرة والقدرة على التكيف.
وناشد مدير عام الايكتوا بضرورة اتحاد الدول العربية في وضع استراتيجيات الدفاع الاستباقي، قائلا:” إذ يعتمد تقدم المنطقة العربية في هذا المجال على قدرتنا على توقع ومواجهة التهديدات الناشئة، مما يضمن بقاءنا في طليعة هذا المشهد سريع التطور”.
وشارك في الجلسة الافتتاحية، وزير الطيران المدني الفريق محمد عباس حلمي، وزير التموين على المصلحي، وأكثر من 150 متحدثاً و40 شركة عارضة، و4500 ممثل لشركات وجهات محلية ودولية، يساهمون عبر 110 جلسات في تقديم كنوز معرفية نادرة في مجالات أمن المعلومات والحماية من المخاطر الرقمية والتهديدات السيبرانية، حيث يطرحون رؤاهم وخبراتهم العملية من خلال حلقات نقاش ثرية وورش عمل احترافية وعروض تقديمية أكثر عمقاً وأسهل استيعاباً.
وصرح أسامة كمال الرئيس التنفيذي لشركة ميركوري كوميونيكيشنز، بأن الأمن الإلكتروني أصبح من الأولويات الرئيسية على أجندات الدول والشركات، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بمرحلة نهوض تقني هائل على مستوى التحول الرقمي وما يستلزمه من مشروعات عملاقة لمراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وقد فرضت كل هذه التحولات ضرورة التوسع في جمع كافة الأطراف الفاعلة لتقديم نسخة استثنائية من مؤتمر ومعرض Caisec’24″.
وأضاف: “لم تشهد منطقتنا اهتماما كبيرا بقضايا الأمن السيبراني كهذا الذي تشهده حاليا، لدرجة استدعاء هذا الملف كثيرا في أحاديث ولقاءات زعماء المنطقة وقادتها من رجال الأعمال والمستثمرين، وقد أصبح من الواضح جدا أن الدول الأكثر تقدما في هذا المجال هي التي ستكون أكثر جذبا للاستثمارات الدولية والأجدر على تحمل مسؤولية حماية أمنها القومي، والأكثر جاهزية لاقتناص الفرص في المستقبل، لذلك بذلنا الكثير من الجهد والتفاني لإطلاق نسخة فريدة من مؤتمر ومعرض Caisec’24، ونأمل أن يكون هو الحدث الأكثر مثالية لإلهام جميع المهتمين بالقطاع”.