أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة الرياض لتصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.
مشاعر المسلمين حول العالم
وقال وزارة الخارجية في بيانها: “تؤكد المملكة رفضها القاطع لهذه التصريحات المتطرفة والتحريضية، ورفضها الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم، مشددة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك”.
وجددت السعودية “دعوتها للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في وضع حد للكارثة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة للقوانين والأعراف والقرارات الدولية”.
ويذكر أنه قال بن غفير لمجموعة من المتطرفين اليهود صباح الأحد الماضي إنه سيبني كنيسا بالمسجد الأقصى، “انطلاقا من الحقوق المتساوية بين اليهود والمسلمين”.
ويواصل وزير الأمن القومى الإسرائيلى «إيتمار بن غفير» جر المنطقة للحرب بتصريحاته الاستفزازية للمسلمين بأنه ينوى إقامة كنيس فى قلب المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين وسط تحذيرات عربية وفلسطينية وإسلامية من جر المنطقة للحرب.
وقال فى مقابلة مع إذاعة الاحتلال إن «اليهود يمكنهم الصلاة فى جبل الهيكل (الاسم التوراتى للحرم القدسي) والسجود، وفى ولايتى لن يكون هناك تمييز بين اليهود والمسلمين، الذين يصلون هم فقط هناك». وأضاف: «السياسة تسمح بالصلاة فى جبل الهيكل، هناك قانون متساو بين اليهود والمسلمين – سأبنى كنيسا هناك».
وعلى صعيد متصل، أعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» أنه «لا يوجد تغيير فى الوضع الراهن فى جبل الهيكل» وقال وزير الداخلية الإسرائيلى موشيه أربيل: «يجب على رئيس الحكومة أن يتحرك فورا لوضع بن غفير فى مكانه المناسب بسبب تصريحاته هذا الصباح فيما يتعلق بجبل الهيكل… إن افتقاره إلى الفهم قد يؤدى إلى إراقة الدماء».
واتهم رئيس حزب «الوحدة الوطنية» الإسرائيلى، والوزير السابق فى حكومة الحرب، «بينى جانتس»، رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» بالسماح لوزير الأمن الوطنى إيتمار بن غفير بجرنا إلى الهاوية، مقابل الهدوء السياسى»، واصفاً بن غفير بأنه وزير مستهتر وغير مسئول.
وأضاف «جانتس» أن الإسرائيليين يتوقعون أن يبذل كل مسئول فى الحكومة والائتلاف أقصى جهد، مشيرا إلى أن هذه المرحلة خطيرة وسيسجل التاريخ كل شىء.
أكدت حركة المقاومة حماس، أن إعلان المتطرف بن غفير عزمه بناء كنيس يهودى فى المسجد الأقصى، إعلان خطير، وحملت الأمتين العربية والإسلامية مسئوليتهما فى حماية الأقصى والمقدسات.
وأضافت الحركة، فى بيان صحفى، أن «ما كشف عنه الوزير الإرهابى بن غفير صباح اليوم حول عزمه بناء كنيس يهودى داخل المسجد الأقصى المبارك، يمثِّل إعلاناً خطيراً، يعكس خطط الاحتلال تجاه الأقصى وهويته العربية والإسلامية وخطواتها الإجرامية التى تسعى إلى تهويده وإحكام السيطرة عليه».
وأكدت الحركة، أن ما يرتكبه الاحتلال الفاشى من جرائم غير مسبوقة فى قطاع غزة، وانتهاكات واسعة فى الضفة، وإطلاق يد وزرائه المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة فى القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه واقتحامه وتنفيذ جولات استفزازية فيه بشكل يومي، هى سياسة تصب المزيد من الزيت على النار.
وشهد اليوم الـ325 للحرب على غزة، ارتكاب الاحتلال مجازر جديدة فى القطاع مخلفا عددا من الشهداء والجرحى وقالت مصادر طبية فلسطينية إن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تؤوى نازحين شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. بالإضافة إلى شهداء ومصابين آخرين فى قصف إسرائيلى على منزل فى بلدة عَـبَسان الكبيرة فى خان يونس جنوبا فى ظل النزوح المتواصل ودفع الفلسطينيين لإقامة مخيمات على البحر وسط وضع كارثى حيث اكتظ شريط غزة الساحلى بمئات الآلاف من النازحين ولم يعد خلفهم إلا الموت والبحر أمامهم.
وطالب الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء منطقة «بلوك 128» شرقى مدينة دير البلح والتى صنفها سابقًا بأنها إنسانية آمنة، معتبرها حاليًا منطقة قتال خطيرة.
وأعلنت بلدية دير البلح: خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة بعد أوامر الاحتلال بإخلاء المنطقة التى تضم المستشفى واشارت الى تهجير قسرى لقرابة 250 ألف فلسطينى وخروج 25 مركز إيواء عن الخدمة بعد أوامر بإخلاء المنطقة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة فى بيان لها «نتيجة إعلان الاحتلال الإسرائيلى أن محيط مستشفى شهداء الأقصى منطقة عمليات، حدثت حالة من الهلع بين المرضى، ما دفع بعضهم إلى الهروب من المستشفى، خوفًا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات الأخرى».
وأكدت استمرار عمل المستشفى وتمسك الطواقم الصحية بتقديم رسالتهم وخدماتهم، وأن هناك ما يقرب من 100 مريض لا يزالون فى المستشفى، منهم 7 فى العناية المركزة». وشددت الوزارة على ضرورة حماية المستشفى والمرضى والكوادر الصحية فيه، وأشارت إلى وصول جرعات تطعيم شلل الأطفال إلى القطاع.