الصمود مقابل التوصل إلى اتفاق.. الديناميات المعقدة بين يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو

 

في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحماس، تتواصل جهود البحث عن هدنة بين الجانبين، وهي جهود تتطلب توقيع أبرز شخصيتين في الصراع: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار.

ويتسم كل من الزعيمين بالصلابة والتصميم، ولديه دوافع قوية لإنهاء النزاع بطريقة تلبي مصالحه الشخصية والاستراتيجية.

بينما تسعى إسرائيل لتحقيق نصر شامل واستعادة الأسرى، يعمل السنوار من أجل ضمانات تضمن عدم إعادة احتلال غزة وتحقيق مكاسب استراتيجية لحماس.

تحليل مواقف بنيامين نتنياهو

يضع نتنياهو نصب عينيه تحقيق “النصر الكامل” على حماس واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وهي أهداف يراها كثيرون متعارضة.

حيث يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط كبيرة من عائلات الأسرى ومن المجتمع الإسرائيلي، حيث يطالبون بإبرام اتفاق حتى وإن كان ذلك يعني استمرار حماس.

وفي الوقت ذاته، يواجه نتنياهو ضغوطًا من الائتلاف الحكومي المكون من وزراء يمينيين متطرفين، الذين يهددون بالإطاحة بالحكومة في حال قدم تنازلات كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى نتنياهو لتجنب تحقيقات حول الإخفاقات الأمنية التي حدثت في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما يجعله يفضل استمرار الحرب ما دام أنه يمكن أن يحقق مكاسب سياسية.

مواقف يحيى السنوار

على الجانب الآخر، يسعى السنوار لإنهاء الحرب بشروطه الخاصة، فقد تسببت الهجمات الإسرائيلية في وفاة أكثر من 40 ألف شخص ونزوح 90% من سكان غزة، بينما خسرت حماس العديد من مقاتليها وبنيتها التحتية.

والسنوار يعتمد على ورقة التفاوض الوحيدة المتبقية له، وهي نحو 110 أسرى في غزة.

ويطالب السنوار بضمانات بعدم استئناف الحرب، وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وإطلاق سراح الشخصيات البارزة بين الأسرى الفلسطينيين.

كما يسعى للحصول على تأكيدات بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وإعادة بناء غزة. ولكن مع استمرار النزاع، يواجه السنوار خطر زيادة عدد الضحايا وزيادة استياء الفلسطينيين تجاه حماس، مما قد يؤثر على مستقبله السياسي.

دور الضغوط الخارجية

تلعب مصر وقطر دور الوساطة مع حماس، ولكن تأثيرهما محدود، فمن غير المرجح أن يؤثر الضغط الخارجي بشكل كبير على السنوار، الذي يعتبر أن الضغوطات قد تكون غير كافية لتغيير موقفه.

ومن جهة أخرى، تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا كبيرًا لإسرائيل، ولكنها قامت بفرض بعض الضغوط لوقف الهجمات على رفح، وهي ضغوط لم تمنع إسرائيل من متابعة أهدافها العسكرية.

حيث يتوقع أن يؤثر هذا الدعم الأمريكي بشكل ضئيل على التوصل إلى اتفاق نهائي، مع تباين الآراء حول تأثير الضغوط الأمريكية.

ويبقى الصمود هو الخيار الذي يفضله كل من نتنياهو والسنوار، على أمل تحقيق مكاسب إضافية قد تحقق أهدافهما الخاصة، بينما تستمر جهود الوساطة الدولية، يبقى الوضع في غزة مرهونًا بالصراع المستمر وتطورات المفاوضات التي قد تحدد مصير الأوضاع في المنطقة.