منذ عدة أشهر وهناك أزمة حادة فى عدم وجود عدد كبير من الأدوية، منها أدوية لأمراض مزمنة لا يمكن الاستغناء عنها، مثل الضغط والسكر وأدوية القلب والعيون، أنا شخصيا قمت بالبحث عن نوع قطرة لخفض ضغط العين لوالدتى لعدة أشهر وفى النهاية لجأت لصديق يعمل فى قطر فأرسل لى عبوتين، خاصة أن الطبيب المعالج لوالدتى مصمم على نوع معين من القطرة، وتلك أزمة أخرى وهى أن هناك أدوية ومادة فعالة لا بديل عنها. فى بداية الأزمة قالوا السبب الدولار، والحمد لله قامت الدولة مشكورة بتوفير السيولة الدولارية للإفراج عن السلع الغذائية وشراء مستلزمات صناعة الأدوية.
ثم خرج مسئول يتبع جمعية «الحق فى الدواء» ليترجم لنا سبب الأزمة، نعم فالأمر يحتاج لترجمة بعد أن عجزنا عن فهم ما يحدث قال المسئول إن أصل أزمة الدواء فى مصر ينبع من كونه سلعة تخضع لما يُعرف بـ«التسعيرة الجبرية» التى تضعها الحكومة، باعتبارها سلعة استراتيجية مهمة، لا يجوز التخلى عنها، أو تركها لقوى العرض والطلب. وأوضح أن هذه التسعيرة لم تتغير منذ عام 2017، عندما كان سعر الدولار 18 جنيها فقط.
بينما أكد الدكتور محفوظ رمزى، رئيس لجنة التصنيع الدوائى فى نقابة صيادلة القاهرة، لأحد البرامج، أن هناك مشكلة فى صناعة الدواء فى مصر نتج عنها اختفاء مجموعات كاملة من الأدوية بسبب قلة الإنتاج، لارتفاع تكلفة التصنيع على الشركات، مشيرا إلى أن الشركات أرسلت قائمة بالأدوية لزيادة التسعير إلى هيئة الدواء لكى تتم مناقشة الأمور، ويتم تحديد سعر الدواء للجمهور من خلال وضع كافة الأمور على ما يسمى بالميزان، ليتم معرفة السعر المقرر لبيع الأدوية للجمهور، مشددًا على أنه كان يطالب بكتابة البديل العلمى والاسم العلمى للدواء منذ شهر ولكن هناك أزمة حاليًا فى المادة الفعالة، مؤكدًا أن مخرجات التسعير للدواء ستختلف عن سابقتها، ولابد من إعادة النظر فى الأسعار المطروحة حاليًا للأدوية.
وشدد على أن مدخلات الصناعة الآن ليست لها علاقة بالتسعيرة الجبرية للدواء بعد تحرير سعر صرف الدولار وزيادة تكلفة الشحن.
بينما أعلن منذ عدة أيام الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة نقص الأدوية بالتنسيق مع هيئة الشراء الموحد وهيئة الدواء، لافتا إلى أن الأزمة فى طريقها للحل تماما خلال شهرين.
هذا يخص صناعة الدواء، ورد الوزير حول الأزمة وكلها أمور سببها الشركات والاحتكار وخلافة.
لكن المرض لن يتوقف عن نهش جسد المرضى، وأهالى المريض لا حول لهم ولا قوة.
الدولة الآن فى اختبار صعب والوزير وعد بإنهاء الأزمة خلال شهرين، لكن هل المرض سوف يُمهل المريض شهرين؟