تاريخ عروسة المولد النبوي الشريف وعلاقتها بالفاطميين

تبدأ المحال التجارية في مختلف المحافظات مع اقتراب المولد النبوي الشريف، بتزيين واجهاتها بعروسة المولد والحلاوة، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من احتفالات هذا اليوم المبارك. 

ولكن على الرغم من كونها عادة مصرية محببة، يجهل الكثيرون تفاصيل تاريخها وأصلها، خاصةً علاقة هذه العادة بالدولة الفاطمية.

تاريخ الاحتفال بعروسة المولد

ترجع أصول الاحتفال بعروسة المولد وحلاوة المولد إلى العصر الفاطمي، حيث كان الحكام الفاطميون يحرصون على الاحتفال بالأعياد الدينية كوسيلة للتقرب من المصريين وتعزيز الروابط بينهم وبين السلطة. 

وفقًا لما ذكرته ماري يوحنا، الباحثة في الآثار والتاريخ المصري، فإن الفاطميين هم من أدخلوا حلوى المولد إلى مصر. 

في ذلك الوقت، كان يتم تصنيع العروسة التي تُعرف الآن بعروسة المولد قبل شهرين من تاريخ المولد النبوي، وكانت تعرف باسم «العلايق»، وكانت تُعلق على واجهات المحلات التجارية.

أسباب الاحتفال بالعروسة والحصان

تتعدد الروايات حول سبب الاحتفال بالعروسة والحصان في المولد النبوي، وفيما يلي أبرز هذه الروايات:

احتفال زوجة الحاكم بأمر الله

إحدى الروايات تشير إلى أن الحاكم بأمر الله كان يحتفل بالمولد النبوي برفقة زوجته، التي كانت ترتدي فستانًا أبيض وتاجًا من الزهور. 

وقد قرر صانع الحلوى تخليد هذا الاحتفال من خلال صنع العروسة على شكل زوجة الحاكم بأمر الله، وذلك كرمز للاحتفال.

موسم الزواج

في فترة حكم الحاكم بأمر الله، كان يُنظر إلى يوم المولد النبوي كعيد خاص، حيث لم تُقام أي احتفالات أخرى خلال هذه الفترة. 

وكان يتم الاحتفال بهذا اليوم كعيد، مما جعل الأفراح والمناسبات الاجتماعية تُقام في هذا الوقت. 

ولهذا السبب، كان يتم تصنيع العروسة تشبيهًا بالبنت، ويأتي الحصان ليشبه الزوج بالفارس، مما يعكس طبيعة الاحتفالات التي كانت تُقام في هذا اليوم.

أهمية الاحتفالات الحالية

لا تزال عروسة المولد والحلاوة جزءًا أساسيًا من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في مصر، حيث يتزين المحال بهذه الحلويات التي تعد رمزًا للفرح والاحتفال. 

تعتبر هذه العادة جزءًا من التراث الثقافي المصري الذي يجسد مدى عمق الاحتفال بالمناسبات الدينية والتقاليد العريقة التي ورثها المصريون عبر الأجيال.