«الكروم السام».. تحد جديد قاتل فى الفضاء الإلكترونى.. التحدى عبارة عن استنشاق المواد السامة ذات الرائحة النفاذة، ومنها المواد الكيميائية الضارة الموجودة فى الطلاء أو عبوات الأيروسول أو مواد التنظيف أو البنزين، هو ما يؤثر على الجهاز العصبى المركزى لمن يستنشق هذه المواد، كما يبطئ نشاط الدماغ، ويصيب بحالة تسمم مؤقته، مع صعوبة فى الكلام والدوخة والهلوسة والغثيان والارتباك والنوبة القلبية أو الاختناق… وهو ما يؤدى فى النهاية إلى الموت، وهوما حدث بالفعل للعديد ممن شاركوا فى هذا التحدى من الأطفال فى أوربا واستراليا.
ظهور هذا التحدى الجديد يثير عاصفة من الأسئلة: فلماذا تتكر مثل هذه الألعاب الشيطانية رغم سقوط ضحايا لما سبقتها من ألعاب؟, وما هى الطريقة الأمثل لإنقاذ أبنائنا الأطفال والشباب من هذه التحديات القاتلة؟، وما هى الجهات المعنية فى مصر للتصدى لمثل هذه التطبيقات؟.
يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إن للأسرة والمدرسة دورًا مهمًا وكبيرًا جدًا فى توعية الأطفال بمخاطر التكنولوجيا الجديدة، فضلًا عن متابعتهم ووضعهم تحت الأعين وتقويم سلوكهم وإبعادهم عن أى انحرافات، حتى لا تخطفهم تحديات الموت.
وأضاف: يجب تفعيل دور المدرسة فى التوعية والإرشاد، مؤكدًا أنه كان يوجد قديمًا ما يسمى بأسر المدرسين، وكان دورهم الرئيسى هو الجلوس مع الطلبة ومنحهم الخبرة اللازمة فى أى مشكلة تواجههم، وفتح حلقات نقاش معهم بصفة مستمرة،
وطالب «فرويز»: بتفعيل دور المسجد والكنيسة فى توعية الأطفال بالمخاطر، واستخدام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها فى التوعية خاصة أنه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ينشغل الآباء فى وظائفهم، حيث إن معظم الآباء تعمل فى أكثر من وظيفة لسد احتياجات المنزل، وعليه يكون الطفل وحيدًا أمام عالم الفضاء الإلكترونى يحركه كيفما يشاء.
وشدد «فرويز» على ضرورة توفير الأنشطة التى يحتاجها الطلاب حتى لا يسقطون فى فخ ألعاب وتحديات الموت كالملاعب وألعاب الذكاء وعقد المسابقات الرياضية، والفنية، بين الأطفال لاستخراج طاقاتهم ومواهبهم الفنية والموسيقية والتمثيلية والمسرحية. وإبعادهم عن دوائر الموت الإلكترونية.
تحديات الموت
وأكد د. محمد محسن مستشار الهيئة العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبرانى بمؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية ورئيس برنامج سفراء الوعى التكنولوجى ورئيس وحدة الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى بمركز العرب للأبحاث والدراسات، أنه فى عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبحت الألعاب الإلكترونية وفيديوهات تحدى الموت جزءًا من حياة الكثير من الأطفال والشباب، وهو ما يحمل فى طياته مخاطر جدية تستوجب الوعى والتحرك السريع لحماية الجيل الناشئ.
وقال: « للألعاب الإلكترونية وفيديوهات تحدى الموت مخاطر عديدة تتمثل فى التأثيرات النفسية والتى منها القلق والاكتئاب حيث تسبب هذه الألعاب شعورا مزمنا بالقلق والتوتر، وتعزز مشاعر الوحدة والعزلة، مما قد يدفع بعض الشباب إلى التفكير فى الانتحار.
وأضاف: تشجيع بعض الألعاب على السلوكيات العدوانية والعنيفة، يؤدى إلى تصرفات عدوانية فى الحياة الواقعية، بالإضافة إلى أن بعض الألعاب تسبب الإدمان، مما قد يؤدى إلى إهمال الدراسة والواجبات والأنشطة الاجتماعية. ومن ناحية التأثيرات الجسدية، فتسبب بعض الألعاب والتحديات إلى قلة الحركة والسمنة بسبب جلوس الأطفال لساعات طويلة أمام الشاشات مما ينتج عنه مشاكل صحية خطيرة، كما تؤثر الألعاب الإلكترونية على جودة النوم، وهوما يسبب صعوبات فى التركيز والانتباه وإجهاد العينين، مما يؤدى إلى مشاكل فى الرؤية.
وتابع: بعض الألعاب تتطلب سرعة فى رد الفعل وهذا يؤدى إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يؤدى إلى مشاكل فى القلب.
ومن ناحية التأثيرات الاجتماعية أكد خبير أمن المعلومات أن الألعاب الإلكترونية تؤدى إلى الانعزال عن العائلة والأصدقاء، وتقلل من التفاعل الاجتماعي، وتعرض الأطفال لخطر التنمر الإلكترونى.
أشار «محسن» إلى أن الألعاب والتحديات الخطرة تروج للسلوكيات المغامرة والخطيرة، مما قد يؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات. كما تؤثر هذه الفيديوهات على الصحة النفسية للشباب، وتعزز مشاعر القلق والاكتئاب.
وشدد خبير الأمن السيبرانى على أنه من الضرورى أن يكون الأهل على دراية بالمخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية والفيديوهات الخطرة.. وقال: يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعية ومراقبة نشاطات الأطفال على الإنترنت بانتظام. مؤكدًا أنه يجب تنفيذ برامج توعية منظمة تستهدف الأطفال والشباب والأهالي، تهدف إلى شرح مخاطر الألعاب الإلكترونية وفيديوهات تحدى الموت. كما طالب باستخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر التوعية حول هذه الظاهرة، بما فى ذلك التلفزيون والإذاعة والإنترنت، مع ضرورة مشاركة خبراء الصحة النفسية فى برامج التوعية لتقديم المشورة والدعم للأطفال والشباب الذين يعانون من مخاطر هذه الظاهرة.
هذا فضلا عن تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والهوايات المفضلة لديهم لإبعادهم عن الشاشات. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة الرياضة، القراءة، الفنون والحرف اليدوية.
أكد «محسن» أهمية الحوار المفتوح بين الأهل والأطفال حول تجاربهم فى الألعاب والفيديوهات، وهو ما يساعد فى بناء ثقة متبادلة ويسهل التعرف على أى سلوكيات مقلقة فضلًا عن ضرورة تكاتف وتعاون الأسر والمدارس والمجتمع بكل مؤسساته فى حملات التوعية وتعزيز الأنشطة البديلة، لتوفير بيئة آمنة تسهم فى نمو وتطور الجيل الناشئ بشكل صحى وسليم.