رحيل رفعت وواقعة إريكسن.. درس وجرس إنذار للمسؤولي الرياضة في مصر

رحل عن عالمنا اليوم اللاعب أحمد رفعت نجم فريق مودرن سبورت بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجأة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بعدما استقرت حالته خلال الفترة الماضية.

كان أحمد رفعت سقط بشكل مفاجئ يوم 11 مارس الماضي خلال مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري، قبل أن ينقل إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج اللازم، و يتعافى بعدها بفترة ويعود للحياة بشكل تدريجي.

كانت حالة أحمد رفعت مستقرة إلى حد كبير بعد تخطيه مرحلة الخطر، والمتابعة الطبية المستمرة ، حيث أكد الأطباء أن اللاعب يتحسن بشكل جيد، وأقترب من المرحلة التالية.

كان هناك بعض التخوفات حول حالة رفعت من احتمالية حدوث ضمور لعدة وظائف منها الدماغ أثناء انعاشه قلبيا وأجراء اللازم، بعد توقف عضلة القلب، وعدم وصول الأوكسجين لفترة، لكن ما حدث هو عودته للحياة من جديد، وعدم حدوث ضمور كامل لمعظم وظائف الجسم.

رحيل محمد عبدالوهاب ورفعت

تلك الحالات تجعلنا نسلط الضوء على بعض النقاط التي يجب مراعتها والاهتمام بها خلال الفترة القادمة للاعبين الرياضيين، ولم تكن تلك الواقعة الأولى على الملاعب المصرية ولا أحد يستطيع نسيان محمد عبدالوهاب نجم الأهلي السابق الذي وافته المنية منذ سنوات تحديدا في 31 أغسطس 2006، بسبب أزمة قلبية، ومحمد فاروق بنزيما لاعب الاتحاد السكندري عندما كان يلعب مع أصدقاء مباراة وتعرض لأزمة في القلب في 2018 قبل يتوفى.

جميع تلك الحالات تشير إلى أهمية إجراء فحوصات طبية بشكل دوري على اللاعبين والرياضيين، وفي حال حدوث أزمات قلبية يجب أن تكون الاستجابة سريعة وتتضمن التدخل بالاسعافات الأولية سواء بالضغط على الصدر للمصاب، استخدام جهاز الإنعاش القلبي الرئوي حتى الوصول إلى المستشفى، وفي حال عدم وجود الجهاز، التعامل يدويا حتى الوصول إلى المستشفى ومراقبة التنفس والنبض.

جمال شعبان: خلل كهربائي سبب الأزمة.. وأحذر من هذا الأمر

تحدث ‏الدكتور جمال شعبان استشاري أمراض القلب عن حالة أحمد رفعت قائلا أن حاته ‎ كانت عبارة عن خلل كهربائي خبيث في القلب.

وتابع: نتيجة جلطة في الشريان التاجي، نجا منه أول مرة، ثم تم تركيب دعامة، وحدثت انتكاسة

وواصل: غالبا جلطة جديدة أكبر واختلال كهربائي حاد أدى إلى توقف عضلة القلب تماماً، مضيفا إلى أن أحمد رفعت يعاني من تاريخ مرضي خاص بأمراض القلب، ووالده توفى بنفس الطريقة في الأربعينات من عمره بأزمة قلبية أيضًا.

وحذر عميد معهد القلب السابق، الدكتور ‎جمال شعبان، من التوتر والقلق والوسواس والخوف من المـوت، وقال إنها تسبب الرفرفة في القلب والخفقان والضربات الزيادة والضربات الساقطة.

الطبيب المشرف على أحمد رفعت يكشف تفاصيل حالته:

بينما كشف الدكتور أحمد أشرف عيسى المشرف على علاج اللاعب الراحل أحمد رفعت، عن تفاصيل الحالة الصحية للراحل، قائلا: رفعت حدثت له جلطة في القلب وهي حالة نادرة، ووضع  على أجهزة التنفس الصناعي في الإسكندرية لمدة 10 أيام، مضيفا إلى أن حالته نادرة في طب القلب الرياضي.

وأشار إلى أن رفعت كان يعاني من مشاكل في وظائف الكلى وقصور في الشريان التاجي، مضيفا أنه تحدث مع بشكل طبيعي قبلها بيومين لافتا إلى أن رفعت تعرض لضغط نفسي شديد وهو شخصية كتومة.

حالة كريستيان إريكسن الشهيرة:

ما حدث لرفعت يجعلنا نعود بالذاكرة إلى الحالة الشهيرة للاعب الدنماركي كريستيان إريكسن نجم منتخب الدنمارك في بطولة كأس أمم أوروبا 2021 بعدما سقط بشكل مفاجئ بعد تعرضه لتوقف في عضلة القلب، وأسهمت الاستجابة السريعة للفرق الطبية والاسعافات الأولية الفورية وجهاز التنفس الاصطناعي المتقدم في إنقاذ حياة اللاعب الدنماركي، قبل ان ينقل إلى المستشفى ويجري عملية جراحية طارئة، قبل أن تستقر حالته الصحية لاحقا، وهو ما يؤكد أهمية التدريب على الإسعافات الأولية وإجراء فحوصات طبية دورية وشاملة للاعبين الرياضيين.

طبيب إنجليزي: الرعاية الطبية السريعة أنقذت إريسكن

قال طبيب القلب الرياضي سانجاي شارما، رئيس لجنة خبراء أمراض القلب في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: الشئ الذي أنقذ حياته هو الرعاية الطبية العاجلة السريعة التي تلقاها.

فيما قال مارتن بويسين، طبيب منتخب الدنمارك لكرة القدم، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المباراة أوضح خلاله ملابسات الحادث، كان من الواضح أنه فاقد الوعي، عندما وصلت إليه كان مستلقيا على جانبه.

وتابع: كان يتنفس، وشعرت بنبض، لكن كل ذلك تغير بسرعة وبدأنا في إنعاش القلب والرئتين، حصلنا على المساعدة بسرعة من الطاقم الطبي وباقي الطاقم الذين تعاونوا معنا، وفعلنا كل ما توجب علينا القيام به، وبالفعل استعدنا كريستيان. لقد تحدث إلي قبل أن يُنقل إلى المستشفى”.

جرس إنذار لمسؤولي الرياضة في مصر:

خطوات ضرورية 

تلك الوقائع تجعلنا نتجه لتسليط الضوء على بعض النقاط مثل زيادة التوعية بشأن تلك الامور حول الاسعافات الأولية وأهمية الفحوصات الطبية بشكل دوري وتنظيم ورش في الأندية والاتحادات الرياضية بشكل منظم، حيث أنه يجب تدريب الكوادر الرياضية والطبية والمسعفين حول التعرف على علامات مشاكل القلب، و الاسعافات الأولية، والتدرب على استخدام جهاز الإنعاش القلبي الرئوي (CRP)، وإدارة الحالات الطبية الطارئة.

 بالإضافة للتأكد من وجود سيارات إسعاف مجهزة في كل مباراة أو فاعلية رياضية وهو ما تم بالفعل خلال الفترة الأخيرة بالملاعب المصرية بعد واقعة أحمد رفعت، ووجود أجهزة طبية مجهزة بالمستلزمات الطبية اللازمة في الملاعب والنوادي الرياضية من جهاز إنعاش قلبي وأدوية طارئة وغيره.

خطوات ضرورية لحماية الرياضيين:

بالإضافة إلى أن تقوم الاتحادات الرياضية في مختلف الألعاب بتنظيم فحوصات طبية دورية للرياضيين في الأندية المختلفة، من أجل اكتشاف المشاكل الصحية الخطيرة قبل أن تتطور، للتدخل بشكل مبكر بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الطبية لتنظيم الفحوصات طبية دورية، ونشر الوعي حول أهمية القيام بذلك، حال شعور أي رياضي لأي أعراض.

و إلزام الأندية والاتحادات الرياضية، بإجراء الفحوصات الطبية للرياضيين وتقديم ورش عمل للاعبين والمدربين حول كيفية التعامل مع تلك الحالات الطارئة.