ماذا يعنى قيام الجيش المصرى بإجراء تدريبات عسكرية ومشروع تكتيكى بالذخيرة الحية فى هذه الأيام؟ الرد ببساطة إنها رسالة فى يوم النصر.. رسالة فى ذكرى العبور العظيم.. رسالة من جنود مصر البواسل مفادها بأن أحفاد سعد الدين الشاذلى وعبدالمنعم رياض والشهيد أحمد حمدى والآلاف من الأبطال ما زالوا على العهد أوفياء وعلى الدرب سائرين.. هى رسالة لكل من تسول له نفسه أن ينال من أرض الكنانة أرض مصر الطاهرة.. رسالة أن روح أكتوبر ما زالت موجودة وأن التضحية والفداء جينات أصيلة فى المصريين يتوارثها الأبطال جيلًا وراء جيل..
فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة علينا أن نذكر بكل فخر صاحب قرار الحرب.. الرئيس البطل أنور السادات.. الرجل الذى حمل الأمانة ودافع عن شرف الوطن والأمة بأسرها.. وقاد مصر إلى أغلى انتصار فى التاريخ.. إنه الرئيس الذى سنظل نذكره على مر السنين والأيام ولن يضيره أبدًا ما فعلوه به حيًا أوميتًا.. لن يضيره أبدًا جحود فئة قليلة قاموا بتقديس من جلب لنا العار والهزيمة والذل ولم يقدروا من أعاد لنا العزة والكرامة ورفع رؤوسنا إلى عنان السماء.
إلى الرئيس البطل فى يوم الانتصار نقول: أبدًا لن ننسى كلماتك الخالدة فى يوم النصر.. بأن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطًا، وإنما كانت كبوة عارضة، وأن الأمم لا تستطيع أن تكشف نفسها أو جوهرها إلا من خلال ممارسة الصراع.. وأن الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح لا يقبل الشك..
لن ننسى عندما قلت انه سيأتى يوم نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، ذلك كله سوف يجىء وقته.. هذا ما قلته يومها ونقول لك لقد جاء هذا اليوم.. يوما نعيش فيه النصر ونحيا فيه بالأمل.. سنوات طويلة ونحن نعيش هذا اليوم العظيم نستلهم الدروس والعبر ونباهى فيه العالم أجمع، ونشهد فيه بأنك أوفيت بما عاهدت الله وما عاهدت شعبك عليه.
أوفيت بعهدك بأنك وجيلك لن تسلموا الإعلام لمن يأتى بعدكم منكسة أو ذليلة، وإنما مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها.. وها هى مصر أبيه قوية عزيزة شامخة وإن شاء الله إلى يوم الدين..
تحية للأبطال فى يوم النصر.. والمجد للشهداء