لم يمهله القدر أن يستكمل فرحته التي انتظرها منذ خمس سنوات بعدما أختار قلبه شريكة حياته، ولفظ أنفاسه الأخيرة بأزمة قلبية وهو في طريقه لبيت الزوجية، أثناء جلوسه بجوار عروسته في سيارة الزفة التي اقلته من مكان الفرح بمحافظة القاهرة إلى قريته ومحل عش الزوجية بناحية سنهوا التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.
يقول محمد دسوقي مزروع، محاسب، صديق العريس المتوفي إسماعيل محمد عبد الصمد «30 عامًا»: صداقتي معه ممتدة منذ أكثر من 25 سنة، وهو كان لاعب كرة موهوب، والتحق بنادي الزمالك وهو في عمر الـ 7 سنوات، واستمر في النادي حتى أكرمه الله باللعب ضمن ناشئين النادي حتى سن 18، إلى أن جاء رئيسه السابق، وعمل على تصفية عدد من الناشئين وإجبرهم على ترك النادي، وكان إسماعيل منهم، الأمر الذي أصابه بحزن شديد، لأنه كان لاعب متميز وموهوب وضيع سنوات كثيرة من عمره في النادي.
وتابع مزروع، أن حزن صديقه زاد بعد وفاة والده لأنه كان القدوة والمثل الأعلى له، وكان المُشجع الأكبر والراعي له على لعب كرة القدم، ولهذه الأسباب حصل على تأجيل من الجيش «فترة إلزامية للشباب في القوات المسلحة»، وقرر العمل في محل والده المتخصص في تجارة الأجهزة الكهربائية، إلى أنه تمكن من الحصول على عقد عمل في دولة الكويت الشقيقة منذ 5 سنوات، ومنذ عام نزل اجازة طويلة ظل خلاله في رحلة بحث عن شريكة حياته حتى أختار قلبه وبعد موافقة والدته الطيبة عروسته، وتمت الخطوبة وقتها، وعاد إلى عمله في الكويت لاستكمال رحلة كفاحه والاستعداد لتجهيز عش الزوجية.
وأشار مصطفى محمد دأود، أن صديقه إسماعيل لديه 3 أشقاء «بنت وولدين» وهو اوسطهم، وكان حاصل على مؤهل متوسط، وكان يتمتع بسمعة طيبة بين شباب القرية، وبعد تخرجه وعدم تمكنه من الاستمرار في اللعب لنادي الزمالك، أشتغل في عدد من الأعمال الخفيفة التي يعمل فيها من فيه سنه مثل الكافيهات والكافتريات، بالإضافة إلى محل والده، وبعد فترة سافر إلى الكويت وعمل في مجال المبيعات «سيلز» في برند ملابس عالمي، وعندها شعر برضا المولى عز وجل عليه، بأن وفقه في وظيفة محترمة تدر عليه دخل مقبولًا، ولذلك قرر الزواج واستكمال بقية دينه كما يقولون.
ولفت محمد بكري، إلى أن صديقه العريس، لم يترك صديق أو شاب في القرية إلا وعزمه على الفرح، بالإضافة إلى كتابة منشور على صفحته بالفيس بوك أول أمس الاثنين أي قبل الفرح بيوم جاء فيها: « إن شاء الله فرحي بكرة وأنا رصيدي في الدنيا إخوتي واصحابي مستنيكو نفرح مع بعض، وآسف لو نسيت حد» وحدد مكان الفرح في فيلا الوزير بمنطقة الوراق بمحافظة القاهرة، وكتب منشور آخر أخبر المعازيم بوجود سيارات خاصة لنقلهم إلى مكان الفرح، جاء فيه « إن شاء الله الاتوبيسات هتتحرك الساعة سابعة إلا ربع من عند المنشار.. عقبال عندكم جميعًا يارب»، وكان فرحته لا توصف ولذلك أراد دعوة الجميع لمشاركته فرحة العمر.
وذكر محمود قنديل، أن صديقه العريس ظل طوال الفرح والذي بدأ في التاسعة ونصف تقريبًا مساءً في حالة سعادة شديدة، وظل يرقص مع أصدقاءه على الأغاني، وسط فرحة عارمة بين أهالي العروسين والمعازيم، وفي وسط هذه الفرحة شعر العريس بحالة من الإرهاق والتعب الشديدين علبه، وطالبه الجميع بالكف عن الرقص والجلوس مع عروسه في الكوشة، واستجاب لطلبهم في أول الأمر، وبعدما استراح عاد مرة أخرى لمُشاركة أصدقاءه في الرقص والتمايل مع أغاني الافراح والـ DG، وفي نهاية الفرح وأثناء خروجه من قاعة الفرح بالفيلا، والجلوس بجوار عروسه في سيارة الفرح المًُزينة بزينة العُرس، انتابه التعب مجددًا، وتم نقله مباشرة إلى معهد القلب، وهنا كانت الصدمة التي أصابت الجميع، بأنه تم إعلان وفاته نتيجة أزمة قلبية.
وقد نعاه الدكتور جمال شعبان استشارى أمراض القلب عميد معهد القلب السابق، عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، وبالنسبة للتوصيف الطبي لحالة العريس، أشارت الدراسات الطبية، إلى أن ردة فعل القلب عند الفرح الشديد مشابهة تمامًا لردة فعله عند الحزن الشديد، وذلك ما يحدث عند الإصابة بما يُعرف بـ “متلازمة القلب السعيد”، حيث يتشنج القلب من السعادة ما يؤدي لآلام في منطقة الصدر وتصاب عضلة القلب بالضرر، ومن عوامل خطورة «متلازمة القلب السعيد» أن يكون الشخص لديه سوابق من الاكتئاب أو اضطرابات ونوبات عصبية، وبعض الأمراض التي تؤثر على القلب، فالقلب الذي لا يتحمل الحزن لا يتحمل الفرح أيضًا، فعندما يشعر الإنسان بالسعادة أو الحزن فجسمه يضخ كمية كبيرة من الأدرينالين، تؤثر على القلب فتزيد من قوة تدفق الدم وترفع دقاته، وتؤدي السعادة الشديدة بشعور الجسم بالاجهاد، ما يؤثر على كهرباء القلب، ويؤدي إلى تدفق سريع للدم، وعدم قدرة عضلة القلب على القيام بعملها بانتظام، يشعر المريض بصعوبة في التنفس وألم في ا
لصدر، وقد تودي بحياته.