عندما قامت إسرائيل بتفجير الهواتف النقالة لأعضاء حزب الله وقتلت منهم من قتلت وأصابت وأرعبت من أرعبت تذكرت الساعة التي صنعها هارون الرشيد عام 870 ميلادية والتي تحدث عنها المؤرخ الفرنسي فولتير” قائلا: “إن أول ساعة عرفت في أوروبا هي الساعة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى شارلمان “ملك فرنسا” وإمبراطور الغرب هذه الساعةً المائيةً المصنوعة بمهارة فنية مدهشة من النحاس الأصفر كانت من عجائب الصناعة وقتها لدقتها وفخامتها وروعة زخارفها.
وكانت الأضخم والأندر في العالم والأغرب بجانب أن الساعة لم تكن معروفة وقتذاك بالنسبة للأوروبيين، الساعة كانت ضخمة بارتفاع حائط الغرفة بارتفاع نحو 4 أمتار تتحرك بالقوة المائية مع قوة الجاذبية الأرضية.
من عظمة هذه الساعة كانت مصممة عند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية الكبيرة فوق قاعدة نحاسية مفرغة فتُحدث رنيناً جميلاً في أنحاء القصر الامبراطوري وفي ذات الوقت يُفتح باب من الأبواب الإثنى عشر المؤدية إلى داخل الساعة والتي تُمثل ساعات النهار والليل بعد النهار ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ثم يعود من حيث خرج فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من الأبواب أثنا عشر فارسا مرة واحدة ويدورون حول محيط الساعة دورة كاملة ثم يعودون ليدخل كل واحد من حيث خرج وتغلق الأبواب بعد ذلك وراءهم وأعتبرها الأوروبيون أعجوبة ذلك الزمان.
وأثارت الساعة دهشة الإمبراطور، وإعجابه الشديد بها إلا أنها أرعبته كما رُعب منها حاشيته واعتقدتْ حاشية الملك أنَّ الساعة بداخلها شيطاناً يسكنها ويحركها، وإنما أرسلها الخليفة هارون الرشيد هدية ليقضي عليه ويسلب منه ملكه وقاموا بتحطيمها ليلا بالفؤوس.
وكانت المفاجأة التي تحولت إلى صدمة وتبرم عندما اكتشف هؤلاء الرهبان أن الساعة لا يوجد بها شيء سوى آلاتها وأن خرافة الشياطين والعفاريت كانت سقطة كبيرة من جانبهم.
وقد حزن الإمبراطور شارلمان حزناً بالغاً، واستدعى حشداً من العلماء والصنّاع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها، لكنّ المحاولة فشلت، فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقاً عربياً لإصلاحها، فقال شارلمان: “إنني أشعر بخجلٍ شديدٍ أن يعرف خليفة المسلمين في بغداد أننا ارتكبنا عاراً باسم الفرنجة كلها” رصدت هذه القصة جاء بها محرك البحث جوجل للباحثة المصرية أحلام السيد الشوربجي باحث ماجستير في التاريخ الإسلامي كلية الآداب جامعة دمنهور.
لن أطيل كثيرا بعد عقد هذه المقارنة السريعة، سوى أن العرب والمسلمين عليهم أن يعيدوا حساباتهم مع التكنولوجيا الواردة من أوروبا أو آسيا، والاعتماد على إمكانياتهم المتاحة، خصوصا في البرمجيات والتصدي لحروب الجيل الرابع، حتى تأمن الشعوب العربية والإسلامية فيما بين أيديهم وما خلفهم وما يحيط بهم من أجهزة وهواتف نقالة وأجهزة لاسلكي، والأخذ في الاعتبار أن ما فعلته إسرائيل في لبنان قابل حدوثه في أي دولة عربية أو إسلامية
انتهى عصر الجواسيس البشرية وأصبحت الجاسوسية من خلال التكنولوجيا التي صدروها لشعوبنا فهل ستشفع الرؤوس الطائرة في لبنان وإيران والعراق وليبيا وفلسطين في الاعتماد على أنفسنا، والاخذ في الاعتبار أن حياة 2 مليار مسلم يجب صيانتها وحقن دمائها.