كلام جرئ
مع كل الصخب المصاحب لتولى الدكتور محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، ملف التعليم خلفا للدكتور رضا حجازى الوزير السابق، والذى أدى واجبه بوطنية وكفائة واقتدار، أرى أنه لا يمكن الحكم على أداء الوزير الجديد مهما كانت خبراته ومشاركاته فى لجان ومشروعات تطوير التعليم إلا من خلال تحقيق إنجازات على أرض الواقع والخروج بالتعليم من النفق المظلم الذى يعانى منه على مدار الزمان وتحوله من سئ إلى أسوأ.. ومن الظلم أن نحكم على الوزير الجديد ونجاحه فى إنقاذ التعليم من عثراته ووضع حلول سحرية للمشاكل المزمنة التى تعانى منها الأسرة المصرية فى يوم وليلة.. أعتقد إنها تركة صعبة وملف شائك لأنه يطول كل بيت فى مصر ويستحق الوزير الجديد التحية على شجاعته قبول التكليف بهذا الملف الذى اعتذر عن قبوله بعض المرشحين لشغل المنصب لأنه ملئ بالمشاكل والمطبات الصعبة التى نتمنى أن يجتازها الوزير الجديد.. وأرى أن مرحلة الثانوية العامة من أصعب الأزمات الموجودة فى التعليم وقد أصبحت الثانوية العامة لعنة تصيب كل وزير يتولى الوزارة لأنها مع كل موسم امتحانات يحدث تغيير وزارى ويكون وزير التربية والتعليم على قائمة الراحلين وتولى وزير جديد المنصب فى عز موسم الامتحانات ويكون من نصيب الوزير الجديد اعتماد نتيجة الثانوية العامة.. وقد شهدت السنوات الماضية تغيير عدد لا بأس به من وزراء التربية والتعليم مع كل امتحانات للثانوية العامة ونأمل ألا تكون الثانوية العامة القادمة موعد للتغيير الوزارة ويستمر الدكتور محمد عبداللطيف حتى ينفذ مشروعه المطروح والتحديات التى تواجه التعليم ومنها الكثافة الطلابية بالفصول والعجز فى إعداد المعلمين وتدريبهم وعودة الطلاب للمدارس التى أصبحت بيوت أشباح وتطوير مرحلة الثانوية العامة التى تمثل مشكلة مزمن لكل وزير.. نتمنى ان نكتفى بهذا القدر من هدم التعليم ويكون هناك استراتيجية واضحة للإصلاح من خلال حوار مجتمعى ومشاركة جميع أطراف العملية التعليمية فى وضع الحلول الجذرية للخروج من أزمات وكوارث التعليم.. وأرى ان الوزير ليس فى يده عصاة سحرية لحل مشاكل التعليم مهما كانت خبراته وقدراته وتدريباته حتى ولو كانت مئات السنين ولكنه يحتاج إلى تعاون مجتمعى يقبل عمليات الإصلاح ويخرج من عباءة «إلى تعرفه أحسن من إللى ماتعرفوش».. نحتاج إلى تضافر جميع الجهود لانقاذ التعليم لأنه أصبح حاجة تكسف.. وللحديث بقية ان كان فى العمر بقية.
[email protected]