ما حكم الجلوس مع شارب الخمر دون الشرب معه؟..أمين الفتوى يجيب

أكد الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اختيار الصاحب والرفيق له تأثير كبير على حياة الإنسان، مشيرًا إلى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله”.

شارب الخمر

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن حديث المرء على دين خليله، يُبين خطورة مجالسة الإنسان غير الصالح أو الشخص الذي يتعاطى المخدرات أو يشرب الخمور.

 

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من صحبة الفاسدين، وأن الإنسان قد يُسحب إلى طريق الفساد إذا تواجد في مجالس هؤلاء، قائلًا: “الإنسان يصبح مثل صديقه، وإذا كانت مجالسه مع أصحاب السوء، فإنه قد يُجرّ إلى طريق الشر”.

 

وقال: “الكثير من الناس يظنون أنهم يستطيعون أن يغيروا من سلوك أصدقائهم السيئين، ويقولون: ‘أنا سأجلس معهم حتى أنصحهم وأقودهم إلى الخير’.. لكن هذا في الواقع ليس صحيحًا، لأنه قد يتحول إلى فتنة لا يُؤمن الشخص على نفسه منها.. بل قد ينقلب الحال ويجد الشخص نفسه وقد وقع في نفس المعاصي التي كان ينوي تجنبها”.

 

وأضاف: “نحن نرى كثيرًا من الأشخاص الذين أرادوا إصلاح الآخرين، لكنهم انتهوا بأن أصبحوا مثلهم، لأنهم استسلموا للبيئة التي يتواجدون فيها. لذلك يجب على الإنسان أن يختار بعناية من يجلس معهم، فالصاحب ساحب”.

 

وفي سياق آخر، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أهمية مبدأ “الوقاية خير من العلاج”، الذي يكون أساسًا في جميع مناحي الحياة، خاصة في مجال الوقاية من التفكك الأسري والمشاكل الاجتماعية، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف قد أحسنت صنعا بتوجيه هذه الرسالة التوعوية للمجتمع عبر نشراتها التي تهدف إلى تعزيز الوعي الوقائي داخل الأسرة والمجتمع.

 

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الثلاثاء: “الوقاية من التفكك الأسري والمشاكل الزوجية ضرورة لا يمكن التغافل عنها، إذا استحكم النفور بين الزوجين، تصبح الأمور صعبة جداً، وقد تنتهي العلاقات بشكل نهائي، لذلك، يجب أن نبدأ بترميم الخلافات الصغيرة قبل أن تتفاقم وتصل إلى ما لا تحمد عقباه، لأن الأطفال هم من يدفعون الفاتورة في النهاية”.

 

وأشاد الجندي بمبادرة وزارة الأوقاف التي أصدرت النشرة الإلكترونية الشهرية “وقاية”، التي تهدف إلى معالجة القضايا المجتمعية، وعلى رأسها التفكك الأسري، من خلال مقترحات وحلول فكرية مدروسة، بمشاركة مجموعة من العلماء والمفكرين، موضحا أن هذه النشرة تم مراجعتها عدة مرات وتصدر في ثوبها الجديد لتكون أداة توعوية فعّالة لجميع أفراد المجتمع.

 

وأشار الجندي إلى أن النشرة تتناول العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، مثل تأثير التفكك الأسري على الأفراد والمجتمع، وتطرح حلولًا جذرية لبناء مجتمع متماسك، مشيرا إلى مقالات قيمة من كبار العلماء، مثل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم، التي تُغني النشرة بالمزيد من الأفكار والرؤى حول كيفية تعزيز الوعي الأسري والاجتماعي.

كما تحدث الجندي عن أهمية التوعية المجتمعية لوقاية الأفراد من الأمراض الاجتماعية، مثل الإدمان والتفكك الأسري، مؤكدًا أن النشرة تتضمن العديد من المقالات المهمة في هذا السياق، مشيرا إلى دور دار الإفتاء المصرية، ممثلة في الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، الذي قدم مقالًا يساهم في الارتقاء بالتنمية البشرية والأسرة.