يحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة القديرة هدى سلطان التي رحلت عن عالمنا في 5 يونيو من عام 2006 عن عمر ناهز 81 بعد صراع مع مرض السرطان.
تركت الفنانة العظيمة إرثًا فنيًا مازال خالدًا حتى يومنا هذا، وبالرغم من ذلك إلا أن خلافها مع شقيقها الأكبر الفنان محمد فوزي كان من أبرز المحطات في حياتها.
وكان أصل الخلاف هو غيرة الراحل محمد فوزي على شقيقته حيث دخلت هدى سلطان مجال الفن بعد وفاة والديها ، وهو ما اعترض عليه شقيقها غيرًة عليها، ولعدم تلبيتها رغبته اعتبر لسنوات طويلة أن ليس له أختا اسمها هدى سلطان لتتدخل زوجة شقيقها الفنانة مديحة يسري لتصبح سببا في الصلح.
فبالرغم من انقطاع التواصل بين هدى سلطان ومحمد فوزي، إلا أن العلاقة بينها وبين زوجة أخيها لم تنقطع، حتى جاء وقت انتهاء الخلاف، وصرحت سلطان سابقًا فيما يخص ذلك قائلة: “أنا خرجت من طنطا صغيرة في حدود 15 سنه، وأقمت في القاهرة كوني هاوية الغناء، كنت أقعد أغني في الحمام وأمثل قدام المرايا، الوالد والوالدة اتوفوا قبل ما ابدأ في الفن ومحدش دريان بهدى سلطان، غير محمد فوزي اللي سبقني في المجال وخاف عليا، علشان في فرق عندنا بين راجل وست في الفلاحين، وهو خد موقف واتخصمنا فترة طويلة عرفت من مديحة يسري زوجته وصديقتي أنه تعبان وأنا تعبت وكنت متزوجة من فريد، وكنت على اتصال بيها، فقالتلي تعالي حتى لو متصالحتوش تكون نفسيتك هديت، وسمعت كلامها”.
وأضافت: “بقى مجرد خلاف مش قطيعة بمعنى الكلمة، وفي النهاية حب الناس واحترامهم والمكانة دي محسستنيش بالندم وهو تراجع واعترف بيا”.
وعن خوفه الزائد عليها قال: “كان قلقان عليا، لكن لما اتأكد من حبي للفن وأني غاوية غناء وتمثيل ساعدني، وقدم لي أنجح الأغنيات، منها لاموني وضاربين الودع والسد، بخلاف عدد من أغاني الأفلام”.
ووصفت علاقتهما قائلة: “كان أكثر من أخ، كان صديقًا لي، كنت بقولُّه أدق أسراري، كنا متصلين ببعض جدًا وكان في نوع من الحب أكتر من الحب اللي بين الإخوات، لأنه عندما يكون هناك مصارحة بين الإخوات بتصل لمرتبة الصداقة”.
من هي هدى سلطان
هي الشقيقة الثانية بعد هند علام للممثل والمطرب والملحن الموسيقار محمد فوزي الذي أنتج العديد من أفلام السينما المصرية إلى جانب تلحين المئات من الأغاني التي قام بتأدية العشرات منها هو نفسه.
استطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بابنه حتى حقّق نجاحاً فنياً كبيراً، وهذا شكّل دعماً قوياً لشقيقته الأولى والثانية لدخول عالم الفن بدعم منه مع بعض التحفظ، وهذا مهّد لانطلاقة هدى سلطان المولودة في عام 1925 لتعلن ولادتها الفنية في عام 1950 مع فيلم “ست الحُسن”، ولكنها دفعت ثمن هذا النجاح عندما طلقها أول أزواجها محمد نجيب بسبب الغيرة إثر اشتهارها في عالم الفن بعد أن أنجبت كبرى بناتها نبيلة، ثم تزوجت المنتج والموزع السينمائي فؤاد الجزايرلي وفشل زواجها للسبب نفسه. تزوجت بعده فؤاد الأطرش شقيق فريد وأسمهان الأطرش، ثم فريد شوقي الذي أنجبت منه ابنتيها ناهد ومها وعاشت معه 15 عاماً، ثم تزوجت بعده المخرج المسرحي حسن عبد السلام.
مشوارها الفني
قدمت مع فريد شوقي خلال فترة زواجهما أكثر من 20 فيلماً حيث شكّلا ثنائياً متميزاً في السينما المصرية جذب جمهوراً كبيراً من عامة الشعب، وهي الشعبية التي دفعت النقاد والجمهور لإطلاق لقب “ملك الترسو” على الراحل فريد شوقي.
وفاتها
توفيت هدى سلطان بمرض السرطان يوم الإثنين 5 من شهر يونيو عام 2006 بمستشفى دار الفؤاد في مصر، عن عمر يناهز 81 عاماً بعد معاناة مع السرطان وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي 50 يوماً.