أبرزهم رحلة الى مكة.. أفلام سينمائية تجسد الفريضة

أيام قليلة تفصلنا عن قضاء فريضة الحج عند المسلمين وتناول العديد من المخرجين إعداد الأعمال سينمائية التي  تناولت فريضة الحج لتوثقها بشكل مختلف من خلال إعداد أفلام وثائقية رعتها قنوات أجنبية مثل national geographic وPBS لأغراض تثقيفية بحتة تعتبر مرجعاً لمن يريد أن يتعرف على هذه الشعيرة العظيمة من غير المسلمين.
وهناك أفلام استثنائية جسدت رحلة الحج بشكل ناجح ضمن سياق روحي وقضايا اجتماعية وسياسية وربما تاريخية أحيانا، ومن أبرز هذة  الأفلام
مالكوم
وقدم المخرج الأمريكي فيلم مالكوم إكس والممثل الأسمر دينزل واشنطن عرض عام 1992 ولاقى نجاحا كبيرا، ويتناول الفيلم حياة المفكر الإسلامي الأمريكي ذي الأصول الإفريقية مالكوم x، ورحلته من عالم الجريمة في حي “هارلم” الخطير في نيويورك، ودخوله السجن في شبابه بعد تورطه في عالم الجريمة، ثم اعتناقه الدين الإسلامي الذي غيّر حياته وجعله قائداً في مجتمع السود الذي يعاني من التمييز والاضطهاد ويتوق لقيم تنصفه، وهو ما وجده إكس في الإسلام، خصوصاً بعدما ذهب في رحلة الحج إلى مكة.

مالكوم فيلم للمخرج الأمريكي المبدع

 

 

ترشح فيلم مالكوم إكس لجوائز كثيرة منها جائزتا أوسكار، وما زال هذا الفيلم برؤيته الثورية للإسلام أحد أكثر الأفلام المثيرة للجدل حتى وقتنا الحالي
الرحلة إلى مكة

وهو فيلم أنتج عام 2009 يوثق رحلة الرحالة المغربي ابن بطوطة إلى مكة، قام بإخراجه السينمائي الأمريكي تاران ديفس، وهو شاب نشأ في عائلة كاثوليكية، ودرس السينما في جامعة هارفارد العريقة، لكنه كرّس حياته لإنتاج أفلام عن الإسلام، هدفها تقريب مفهوم الدين من الغرب، في محاولة لاغظهار التعايش وتقبل الآخر.

ويقول ديفس عن فيلمه، “كل الطرق قادتني إلى مكة.. إذا كنا نريد فهم العالم الإسلامي فعلينا أولا أن نفهم الحج”.

والفيلم بحسب تقرير نشر عنه في صحيفة “النيويورك تايمز” مزج بين الماضي والحاضر، حيث يحاكي رحلة الحج التي قام بها الرحالة المغربي ابن بطوطة من طنجة التي تركها عام 1325 متوجها إلى مكة مازجا إياها بموسم حج عام 2007 الذي صوّره المخرج في مكة، بصورة تجذب المشاهد لمعرفة شعائر الفريضة وتغير السفر إليها بين الأمس واليوم.
وافتتان المخرج بالعالم الإسلامي قاده إلى إنتاج 4 أفلام وثائقية، كان أولها عام 1994 في أوزبكستان وطاجكستان The Land Beyond The River ثم فيلم آخر صوّره في كابول حمل اسم Afghan Stories ثم فيلم عن الأقلية الشيشانية المسلمة في روسيا Mountain Men and Holy War ثم رحلة ابن بطوطة إلى مكة.

وأخيرا فيلم قام بإنتاجه عن مدينة القدس Jerusalim والذي قال إنها كانت الوجهة الطبيعية له بعد أن ذهب إلى مكة.
الرحلة الكبرى
عرض عام 2004 وهو إنتاج مغربي فرنسي تركي مشترك، من بطولة الممثلين المغربي محمد مجد والفرنسي نيكولاس كازال، ويحكي الفيلم قصة فتى يدعى رضا، يعيش في جنوب فرنسا التي ولد فيها لعائلة من أصول عربية مغاربية، يفرض عليه والده أن يرافقه في رحلة شاقة إلى الحج بحراً ثم براً لعدم قدرة الوالد على توفير المال الكافي للسفر بالطائر.

حاول رضا التملص دون جدوى متخذاً من الدراسة ذريعة، لكن الواقع أنه مرتبط عاطفياً بفتاة لا يرغب في الابتعاد عنها، ثم يرضخ لطلب والده.

في الرحلة يتعرض الأب والابن لعدة مواقف تظهر الفجوة بين الأجيال، والاختلاف من حيث المبدأ بين ما هو مسموح ومرفوض دينياً ومجتمعياً بينهما، وتنتهي الرحلة بوصولها إلى مكة الهدف المنشود وقد اقتربا من بعضهما أكثر وأصبحا أكثر تفهماً وقبولاً لعلاقتهما.

ورغم ذلك لم يستطيعا الاستمتاع بطبيعة العلاقة الجديدة، إذ يموت الوالد في الحج، تاركاً الابن مع ذكريات رحلة العمر الأخيرة.

ترشح الفيلم لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان “البافتا” البريطاني عام 2006.
داخل مكة

من أجمل الأفلام الوثائقية التي أنتجتها قناة national geographic عام 2003، حيث وثق العمل رحلة 3 حجاج إلى مكة لأداء فريضة الحج، ورافق الوثائقي حاجاً من ماليزيا وحاجاً من جنوب إفريقيا وحاجة من الولايات المتحدة الأميركية اعتنقت الإسلام، وصحبهم الفيلم في رحلتهم إلى المدينة المقدسة.

ويعتبر العمل دليلاً بصرياً لكل من يريد أن يعرف أكثر عن الحج أو أن يفهم معنى الشعيرة وقيمتها لكل مسلم مهما كانت جنسيته ولونه ولسانه.