“أبيدوس” قبلة الحج للقدماء المصريين.. وأهم المزارات السياحية بسوهاج

محافظة سوهاج تحظى باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية على كافة الأصعدة، وخاصة في مجال السياحة والآثار والتنشيط السياحي، وذلك من خلال تطوير المناطق الأثرية والسياحية، وإقامة المتاحف والمراسي والفنادق، وتوفير العائمات النيلية، مما انعكس بدوره على توافد السائحين الأجانب على المحافظة لزيارة المعالم الأثرية العديدة والهامة والمتنوعة بها، لأن السياحة واحدة من أهم القطاعات بالدولة المصرية، وشهدت نجاحات عديدة على مدار السنوات السابقة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، نظرا لأنها تساهم بشكل كبير فى تنمية الإقتصاد الوطنى، كما تعد من أهم مصادر الدخل الأجنبي .

وتعد منطقة أبيدوس الأثرية والتي تقع بمدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج، من أهم المعالم والمناطق الأثرية بالمحافظة، والتى تشهد إقبالا كثيفا للسائحين الأجانب والعرب والمصريين على حد سواء، اعتبارا .

قبلة الحج للقدماء المصريين

وأبيدوس كانت قبلة الحج للقدماء المصريين، كما كانت مركزا هاما لانطلاق الأمبراطورية العظمى التى أسسها تحتمس الثالث، لتمتد من بلاد الرافدين حتى جبال الجزائر، وانتهاء بمنابع نهر النيل فى وسط أفريقيا، وكانت أبيدوس حتى وقت قريب يطلق عليها قرية العرابة المدفونة بسبب آثارها المدفونة تحت الرمال، وتم تغيير الإسم إلى إسمها الحقيقي لها أبيدوس، والتى تعد من القرى الأشهر والأعرق بالمحافظة .

وكان يحج إليها قدماء المصريون ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية، واكتشف فيها أقدم القوارب فى التاريخ بالمقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول والد رمسيس الثانى، مؤسس الأسرة 19 والتى اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس الحادي عشر نسبة إلى اسم مؤسس الأسرة.

ومعبد أبيدوس بناه أولًا الملك “سيتي الأول”، ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ووالد الملك “رمسيس الثانى”. وهو معبد جنائزى وضع داخل سور شامل يضم قبر الإله “أوزوريس”، وكُشف حديثًا عن واجهة المعبد الأصلية، وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثاني للمعبد، وينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالي بأعمدته المربعة، وحوائطه التي حفر علبها بعض وقائع “رمسيس الثاني” الحربية، وانتصاراته فى آسيا.

وحفر عليها أيضا بعض النقوش التذكارية الخاصة به، وأتم بناءه “رمسيس الثاني”، وكان الجزء الذى تم تشييده فى عهد “سيتى” أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذى أكمل بناءه “رمسيس الثانى”، ومعبد “أبيدوس” يختلف عن تصميم غيره من المعابد المصرية فهو على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى (L) وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بالمعبد.

وهناك معبد رمسيس الثاني الذي تم بناؤه فى أوائل حكم رمسيس الثاني وهو مبنى من الحجر الجيرى وأعمدته مبنية من الحجر الرملى، وقد تم بناء إطار الأبواب من الجرانيت الأحمر والأسود والرمادى وبناء المحراب من المرمر، ويتميز بدقة النقوش والألوان الزاهية وقد نقشت على جدرانه الخارجية تفاصيل معركة قادش التى دارت بين المصريين والحيثيين ويقع إلى الشمال من معبد سيتى الأول.

ويوجد بالمنظقة أيضا معبد الأوزوريون، والذى يقع مباشرة خلف معبد الملك سيتي الأول وهو عبارة عن مقبرة رمزية للإله أوزوريس، وهو مبنى من الجرانيت الأحمر، ويتكون معماريًا من ممر منحدر غطيت جدرانه بالنقوش الجنائزية (كتاب البوابات) ويليها حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعه وفى النهاية توجد حجرة الدفن، وهناك بعض الآراء التى ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة، بينما يرى (بورخاردت) أن تاريخ بناء هذا المبنى كان معاصرا لفترة بناء معبد سيتى الأول، ومقترحا أن هذا المبنى هو المقبرة الرمزية للملك سيتي الأول.