يواصل أسبوع القاهرة السابع للمياه تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، فعالياته لليوم الثانى على التوالى تحت عنوان ” المياه والتغيرات المناخية بناء مجتمعات قادرة على الصمود ” بمشاركة 30 كيانا إقليميا ودوليا لتنظيم جلسات وورش عمل ضمن فعاليات الأسبوع.
أسبوع القاهرة للمياه منصة دولية للحوار، حيث تتضمن فعاليات الأسبوع عقد العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وورش العمل الإقليمية والجلسات الفنية، وتقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء ومتخصصين فى قطاع المياه والمزارعين والقانونيين من مختلف دول العالم.
قال معتز جورج ، احد المشاركين بالمؤتمر ، ان المؤتمر يتيح فرصة فريدى لجميع المؤسسات العامة والخاصة العاملة فى مجال المياة لعرض برامجها ومنتجاتها.
واشار الى انه لا شك ان الدولة سعت جاهدة للحفاظ على كل قطرة مياة وتقديم جميع اشكال الدعم لضمان نجاح الاسبوع بما ينعكس على مكانه مصر الريادية على الساحة الدولية مشيرا الى وضع خطط فعلية فى مجالات مختلفة مثل تحلية المياة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المياة
وقد شارك الدكتور هاني سويلم ، وزير الموارد المائية والرى فى جلسة “افتتاح مسار منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)” .
وأعرب سويلم عن سعادته بالمشاركة فى افتتاح هذا الحدث الهام الذي يستمر لمدة يومين، والذي تنظمه منظمة الفاو للمساهمة فى معالجة تحديات ندرة المياه فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ، مشيرا إلى أن رؤية الفاو حول “مسار الفاو لبناء مجتمعات مرنة”، يتماشى مع رؤية وزارة الموارد المائية والري “الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0”.
وتوجه سويلم بالتحية للدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ، مشيدا بدور الفاو فى دعم مبادرة AWARe والتى اثمرت عن توفير تمويل لتدريب ٣٠٠٠ من المتخصصين الأفارقة فى مجال المياه، تم تدريب ٢٠٠ منهم حتى الآن، كما تم تحديد اولويات لعدد من الدول فى مجال المياه والتكيف لتنفيذ مشروعات مشترك ظة ، كما أنه جارى تحديد افكار من مشروعات تم تنفيذها على الأرض للتكيف فى مجال المياه فى ضوء مسارات المبادرة الستة .
واشار سويلم أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تعانى من ندرة مياه كبيرة، والتى تفاقمت بفعل تغير المناخ، والزيادة السكانية، هذه التحديات التى تعيق القدرة على ضمان الأمن الغذائي وتهدد سبل عيش المجتمعات الأكثر ضعفًا ليصبح من الضروري أن نتحد لوضع حلول عملية تتعامل مع هذه التحديات .
وأكد سويلم على ضرورة أن تتناول المناقشات كيفية الانتقال من ممارسات الري التقليدية إلى أنظمة الري الذكية الحديثة لتعزيز الإنتاجية الزراعية مع ترشيد إستخدام مواردنا المائية ، والسعى لتطبيق مفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة لضمان فاعلية واستدامة الإجراءات المتبعة ، وتوفير البيانات الموثوقة كأساس لاتخاذ القرارات السليمة ، واستكشاف حلول مبتكرة مثل استخدام الموارد المائية غير التقليدية، بما في ذلك التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة المياه ، وتحديث الممارسات الزراعية، والانتقال لأنظمة رى ذكية ومستدامة مع مراعاة كافة الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية .
لافتا إلى أن مصر حققت نجاحا كبيرا فى مجال معالجة وإعادة إستخدام المياه ، ومن المتوقع أن تكون التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء احد أدوات التعامل مع تحديات المياه مستقبلا ، حيث يمكن لمنظمة الفاو المشاركة بتقديم الدعم من خلال التدريب وبناء القدرات أو كتابة المشاريع ودراسات الجدوى فى هذا المجال .
لقد أصبح المنتدى السنوي الخامس حول التمويل والاستثمار فى المياه من أجل خدمات مياه الشرب والصرف الصحي” منصة رئيسية لتعزيز الحوار والاستثمار والتعاون في قطاع المياه، حيث يجمع المعنيين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف حلول مبتكرة لتحديات المياه ، وإن النجاح المستمر لهذا الحدث هو دليل على الإرادة السياسية القوية والرؤية والشراكة بين مختلف المؤسسات فى تحقيق إدارة المياه المستدامة والاستثمار في قطاع المياه، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، التي تواجه بعض أعلى مستويات ندرة المياه في العالم.
وأضاف إن تغير المناخ والزيادة السكانية والتوسع الحضري السريع تمثل تحدى كبير لأنظمة المياه فى العديد من دول أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، حيث تتناقص كمية المياه المتاحة لكل فرد بمعدل مقلق، وهذا الأمر يتفاقم بسبب أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة، وزيادة تواتر الأحداث الجوية المتطرفة، والإدارة غير المستدامة لموارد المياه، حيث يواجه الملايين من السكان نتيجة لذلك نقصًا فى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي .
من بين الأمثلة الأكثر حدة على ندرة المياه وعدم المساواة هي الوضع في فلسطين، التي تواجه أزمة شديدة في ندرة المياه، والتى تفاقمت بفعل عوامل سياسية واقتصادية وبيئية، حيث زادت إجراءات إسرائيل بما في ذلك قطع المياه والكهرباء وقصف البنية التحتية وتقييد وصول المساعدات من تفاقم الوضع، مما حول أزمة المياه المتفاقمة بالفعل إلى حالة طوارئ تهدد الحياة .
ولتسريع التقدم في مواجهة ندرة المياه، يجب أن نركز على عدة مجالات رئيسية مثل الابتكارات والتكنولوجيا التى تلعب دورًا حيويًا في معالجة تحديات المياه، حيث تقدم حلول مثل معالجة وإعادة إستخدام المياه، وتحلية المياه، والاعتماد على المحاصيل المقاومة للجفاف ، مع ضرورة اقتران هذه التكنولوجيا بإنتهاج سياسات الحوكمة و وضع أطر تنظيمية وشمولية لتحقيق نجاح طويل الأمد .
بالإضافة إلى ذلك، فإنه ومع تزايد تأثيرات تغير المناخ، خاصة في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، فإنه يجب علينا إعطاء الأولوية للاستثمارات في البنية التحتية المقاومة لتغير المناخ لتحمل أنماط هطول الأمطار المتغيرة وارتفاع درجات الحرارة ، هذه التغيرات التى تهدد كلًا من توفر المياه وقدرة النظم البيئية على تجديد موارد المياه العذبة الحيوية ، مع إدارة الموارد المائية المشتركة العابرة للحدود بتعاون إقليمي قوى من خلال إنشاء آليات لحوكمة المياه العابرة للحدود تستند إلى المعايير والمبادئ الخاصة بالقوانين الدولية للمياه ، مع تعزيز التعاون بين الدول لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية للأجيال القادمة .
إن هناك حاجة ملحة للاستثمار في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH). لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، ويجب علينا زيادة التمويلات الموجهة لهذا القطاع بشكل كبير حيث لا يزال التمويل لقطاع المياه والصرف الصحي منخفضًا بشكل حرج، لاسيما في البلدان ذات الدخل المنخفض في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط .
وأشاد الدكتور سويلم بالإتحاد من أجل المتوسط UFM على إنشائه مؤخرًا لمجموعة مخصصة للتمويل والاستثمار فى المياه، بهدف تنظيم وتوحيد وتطوير عمل الاتحاد في هذا المجال ، بالإضافة لمساهماته الكبيرة في تعزيز الربط بين المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية WEFE NEXUS من خلال لعب دور محوري في تعزيز نهج شامل ومتكامل لإدارة هذه الموارد المترابطة، وضمان أن تظل منطقة البحر الأبيض المتوسط في طليعة التنمية المستدامة والتعاون .