الفنان الراحل مصطفى فهمي، صاحب الحضور الاستثنائي والأداء المميز، لم يكن نجمًا على الشاشة فقط، بل كان شخصية ذات خلفية عائلية مميزة وأصول شركسية، جعلت من حياته وحياة عائلته قريبة من السياسة والمجتمع الراقي. وبعد عقود من العمل في عالم الفن، رحل فهمي تاركًا وراءه محبة الجمهور وذكريات سينمائية استثنائية. ومع إعلان نبأ وفاته، تساءل محبوه عن سبب تدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ، خصوصًا بعد دخوله المستشفى وإجرائه عملية دقيقة في المخ.
أزمة صحية مفاجئة
قبل وفاته بأيام قليلة، تعرض الفنان القدير مصطفى فهمي لأزمة صحية مفاجئة، شخّص الأطباء على إثرها إصابته بورم سرطاني في المخ، استدعى خضوعه لعملية جراحية دقيقة، حيث كان الجميع يأمل أن تتحسن حالته بعدها. لكن على الرغم من دقة العناية الطبية، شهدت حالته تدهورًا مستمرًا جعل الأطباء يؤكدون ضرورة المتابعة الدقيقة والمتواصلة على مدار الساعة. وفي ظل هذا التراجع الحاد، فوجئ الوسط الفني وجمهور فهمي بوفاته عن عمر ناهز 82 عامًا، حسبما أعلنت نقابة المهن التمثيلية في خبر أثار مشاعر الحزن والأسى لدى جمهوره وأصدقائه، فهو الفنان الذي قدّم أدوارًا خالدة ومسيرة جعلته واحدًا من رموز الفن المصري.
نشأة مصطفى فهمي
نشأ مصطفى فهمي في أسرة لها ارتباطات عريقة بالعمل السياسي، حيث تنتمي أصوله إلى الشركس، وكان بعض أفراد عائلته قد شغلوا مناصب سياسية واجتماعية مرموقة. كما أنه الشقيق الأصغر للفنان الكبير حسين فهمي، الذي يترأس حاليًا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وبهذا الإرث العائلي، واصل فهمي مسيرته بطريقة مختلفة عن أسرته، حيث اختار أن يبدع في المجال الفني، حيث انطلق في مسيرة طويلة امتدت لعقود من الزمن، جسّد خلالها أدوارًا تتسم بالعمق والصدق، ما جعله نجمًا في السينما والتلفزيون المصريين.
احتفل مصطفى فهمي بعيد ميلاده الثاني والثمانين منذ أشهر قليلة، محاطًا بعائلته وعدد من المقربين، ورغم تعافيه المبدئي من العملية الجراحية التي أجراها في المخ، إلا أن المرض كان أشد قسوة مما توقع الجميع. عاد فهمي للمستشفى مرات عدة إثر تدهور حالته، ليبقى في رعاية طبية مكثفة حتى أعلنت نقابة المهن التمثيلية عن وفاته، التي مثلت صدمة لكل من عرفوه أو أحبوه. وجاءت رسائل العزاء من أصدقائه في الوسط الفني ومن جمهوره الذي كان يعتبره من الأسماء القريبة إلى قلبه؛ فنجمية فهمي لم تكن وليدة الصدفة، فقد عرف بالأدوار التي تعبر عن الإنسانية في أصدق حالاتها.
بصمة خاصة
خلال مسيرته الفنية، ترك مصطفى فهمي بصمة خاصة في الدراما والسينما، حيث قدم أدوارًا مميزة تتنوع بين الكوميديا والدراما، وظلت أعماله محل تقدير وإعجاب النقاد والجماهير على حد سواء. رحل مصطفى فهمي بعد مشوار فني طويل وحافل بالعطاء، وترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال التي ستبقى شاهدة على تميزه الفني، وعلى شخصية أحبها الجمهور وتفاعل معها على مدى سنوات.