ألعاب الطاولة والسلم والثعبان حرام شرعًا.. إليكم السبب

أكد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اللعب بالنرد، سواء كان في ألعاب الطاولة أو ألعاب أخرى مثل “السلم والثعبان”، محرم شرعًا بناءً على ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس أن النهي عن هذه الألعاب ليس مجرد رأي، بل هو أمر تعبدي يجب على المسلمين الالتزام به.

وأوضح: “في ألعاب النرد كالموجود في السلم والثعبان والطاولة على سبيل المثال، لا يبذل اللاعب أي مجهود عقلي أو خطة للوصول إلى الهدف، بل يعتمد فقط على الحظ، وأن هذا يختلف عن لعبة الشطرنج، التي تتطلب التفكير والتخطيط والاستراتيجية لتحقيق الهدف، مما يجعلها جائزة شرعًا طالما لم ترتبط بالمقامرة”.

وأكد أن التحريم يشتد إذا كانت اللعبة مرتبطة بنوع من الميسر أو القمار، حيث يتم الاتفاق بين اللاعبين على وضع أموال مشتركة، على أن يحصل الفائز على المال بينما يخسر الطرف الآخر ماله، مشيراً إلى أن هذا النوع من الألعاب يعد من “الميسر”، الذي حرمه الله تعالى في القرآن الكريم في قوله: “إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (المائدة: 90).

واختتم بالتأكيد على أن أي لعبة تعتمد على الحظ أو المقامرة لا تجوز، سواء كانت ألعاب تقليدية مثل النرد أو ألعاب إلكترونية تعتمد على الميسر.

وفي سياق متصل أكد الشيخ محمود الطحان، أن لعبة الشطرنج على عكس “السلم والثعبان” تعد من الألعاب الذهنية المباحة في الإسلام، مشيرًا إلى أنها تختلف عن العديد من الألعاب الأخرى التي قد تحتوي على مكونات من القمار أو الميسر.

وأضاف أمين الفتوى: تعتمد هذه اللعبة بشكل أساسي على التفكير والذكاء، حيث يقوم اللاعب ببذل جهده وعقله لتحقيق هدفه وهو الفوز، دون الاعتماد على الحظ أو المقامرة، وهو ما يجعلها جائزة شرعًا.

وأوضح أن جمهور الفقهاء أجازوا لعبة الشطرنج باعتبارها لعبة عقلية، وتعد من الأنشطة الفكرية التي تنمي مهارات التفكير الاستراتيجي، بينما الألعاب التي تعتمد على الحظ مثل النرد والميسر تعتبر محظورة في الشريعة الإسلامية. 

وأضاف: “اللعبة بحد ذاتها حلال، ولا يوجد فيها ما يعكر صفو الشرع، لكن إذا ارتبطت بمقامرة أو رهان مادي، هنا تصبح محظورة لأن المقامرة من محرمات الدين الإسلامي.”

وأشار إلى أن هناك العديد من العلماء والسلف الصالح الذين كانوا يلعبون الشطرنج، مثل الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة، وسيدنا سعيد بن المسيب، وسيدنا الحسن بن علي، الذين اعتبروا اللعبة وسيلة لتعلم فنون الحرب والتخطيط السليم، وتحفيز العقل على التفكير النقدي والاستراتيجي.