اندلعت مجددا الاشتباكات المسلحة بين مجموعات مسلحة محلية في مناطق عديدة الأسبوع الماضي مما أدي الي احداث حالة من الذعر والخوف بين الأهالي في منطقتي صرمان في وسط ليبيا ومنطقة يفرن في شمال شرق طرابلس التي يغلب علي معظم سكانها أغلبية أمازيغية وهو ما يؤكد الحاجة الملحة الي انهاء كافة مظاهر التسلح مع العناصر غير المرخص لها بذلك.وهي مظاهر أصبحت معتادة في مناطق غرب ليبيا بسبب انتشار التشكيلات والميليشيات المسلحة بها.
وكانت مدينة “صرمان” قد شهدت تصاعدا حادا في التوتر الأمني خلال الأيام الماضية بعد قيام مجموعات مسلحة محلية بالتحشيد استعدادا لاقتحام مقر نوري الرتيمي التابع للقيادي عثمان اللهب وهي التحركات التي جاءت علي خلفية حادثة اختطاف عضو النيابة العسكرية حسام دقيق في تصعيد خطير للوضع الأمني الذي تعاني منه المنطقة.
وتنتشر في مدينة “صرمان” عدد من المجموعات المسلحة منها مجموعات في الكابوات والربايع والجوامعية ويطلق عليهم المواطنين في الأوساط الشعبية اسم “الكيمشيات” وهي جماعات تعتبر من القوي التقليدية المسيطرة علي المشهد الأمني بالمدينة وقد بدأت هذه الجماعات بحشد عناصرها اسنعدادا لما وصفه مراقبون ب “معركة السيطرة” التي تستهدف اقتحام مقر نوري الرتيمي المتحالف مع عثمان اللهب.بسبب خلافات بين كل من “الرتيمي “و”اللهب” مما حفز العناصر المسلحة المتحالفة لكل منهما الي الاصطدام دون معرفة أسباب موضوعية لهذه الاشتباكات.
وكانت حادثة اختطاف عضو النيابة العسكرية “حسام دقيق” قد وقعت منذ أيام قليلة حيث تم استدراجه واختطافه علي يد مجموعة مسلحة تابعة لعثمان اللهب وهو ما أدي الي اندلاع احتجاجات غاضبة بين أهالي المدينة الذين اعتبروا أن الوضع الأمني أصبح خارج السيطرة خاصة أن عملية الاختطاف تأتي ضمن سلسلة تصفيات حسابات تجري في الظل بين القوي المتنازعة علي النفوذ المحلي.
وأمام حالة التوتر المتصاعدة اضطر أهالي “صرمان” لاغلاق الطريق الساحلي الرئيسي الذي يمر عبر المدينة كوسيلة للتعبير عن غضبهم كما قام مجموعة من الشباب الغاضب باشعال النيران في الاطارات معبرين عن استيائهم من تردي الأوضاع الأمنية والفوضي التي باتت تعصف بالمدينة.
وقام المئات من الأهالي بالتجمع علي طول الطريق الساحلي مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لاستعادة النظام وضمان سلامة المواطنين وجاءت هذه الاحتجاجات متزامنة مع استمرار تحركات المجموعات المسلحة غير مبالية بتلك الاحتجاجات الشعبية من جانب الأهالي.
ورغم هذه الاحتجاجات زادت وتيرة اطلاق النار الكثيف في مناطق متفرقة في “صرمان” مما زاد من حدة الخوف لدي الأهالي بسبب الانتشار الكبير للأسلحة وسط الجماعات المسلحة المختلفة الذي جعل من المدينة ساحة مفتوحة لصراعات قد نفجر في أي لحظة. ويخضي الأهالي أن تتحول صرمان الي ساحة مفتوحة للمواجهات بين المجموعات المتنافسة مما قد يؤدي الي سقوط ضحايا في ظل غياب أي تدخل من السلطات الرسمية لاحتواء الموقف.
ولا تعتبر مدينة “صرمان” حالة شاذة في مناطق غرب ليبيا التي تشتعل فيها دائما هذه المواجهات المسلحة بين الميليشيات المنتشرة بسبب غياب المؤسسات الحكومية عن مناطق عدة خاصة في الغرب الليبي مما يفتح المجال أمام المجموعات المسلحة لتصفية حساباتها بالقوة.خاصة أن هذه المناطق تعاني من اضطرابات كبيرة بشكل يومي مما أدي الي اغلاق المؤسسات أبوابها وتوقف النشاط الاقتصادي وقطع الطريق الساحلي الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط المنطقة ببقية المدن الساحلية وهو ما أدي الي عزلها عن بقية المناطق.
في نفس السياق طالب المجلس الأعلي للأمازيغ بسحب التشكيلات المسلحة من منطقة “يفرن” ودعوا في بيان الي منع كافة المظاهر المسلحة في المدينة وطرد هذه العناصر التي توغلت مؤخرا فيها.كما عبر المجلس عن قلقه من توسع نفوذ القوي المسلحة بما فيها التشكيلات التابعة ل”أسامة جويلي”.
وفي بيانه دعا المجلس الأعلي للأمازيغ الحكومة الليبية بتحمل مسؤولياتها وسحب التشكيلات المسلحة فورا من المدينة وأوضح البيان أن تحركات هذه القوات في المدينة تصب في اطار توسيع نفوذ أطراف النزاع في البلاد وهو ما يتعارض مع مبادي السلام والاستقرار التي يتطلع اليها الأهالي في مختلف مناطق ليبيا.
وأوضح بيان المجلس الأعلي الأمازيغي أن التحرك العسكري الأخير يحمل دلالات علي محاولات فرض النفوذ القبلي وتقويض الاستقرار الاجتماعي داخل “يفرن” مما يعد تعديا علي حقوق الأهالي في العيش الآمن والبعيد عن أي توترات عسكرية.
كما عبر المجلس الأمازيغي في بيانه عن قلقه من التقارير المتزايدة حول انتهاكات علي الهوية حيث وردت معلومات عن حالات احتجاز تعسفي لعدد من المدنيين أثناء تنقلهم خارج المدينة علي خلفية انتمائهم القبلي أو العرقي.