إبادة غزة تحت أنظار العالم.. شهادة الطبيبة العائدة من الجحيم في مجلس الأمن (فيديو)


شهادة في مجلس الأمن توضح وحشية الإبادة.. الطبيبة تانيا حسن تكشف عن الفظائع بقطاع غزة في لحظة تاريخية

في لحظة فاصلة من تاريخ الصراع الفلسطيني وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، شهدت قاعة مجلس الأمن الدولي يومًا لا يُنسى، حيث وقفت الدكتورة تانيا حسن، الطبيبة الفلسطينية التي عادت مؤخرًا من غزة، لتدلي بشهادتها أمام العالم عن فظائع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر. شهادتها، التي ألقتها بحزن وألم، كان لها صدى عالمي قوي، حيث وصف البعض ما حدث في غزة خلال الأسابيع الأخيرة بأنه إبادة جماعية لم تُقابل بمواقف حاسمة من المجتمع الدولي، بل بمحاولات لتبرير ما يحدث.

شهادة الطبيبة العائدة من غزة.. قصة الألم والمعاناة

قالت الدكتورة تانيا حسن في شهادتها المؤثرة: “سيسجّل التاريخ أن الفلسطينيين وثقوا إبادة جماعية لشعبهم قوبلت بمحاولات لتبريرها بدلًا من العقوبات”، مضيفة: “أنا هنا اليوم لأحدثكم عن واقع مرير عشته بنفسي، وشاهدت على الأرض كيف يتم قتل الأبرياء، كيف تُدمَّر البيوت على رؤوس أصحابها، وكيف يعاني الأطفال والنساء والشيوخ تحت قصف لا ينتهي. غزة كانت لا تزال على قيد الحياة، لكن الموت كان يلاحق كل نفس فيها”.

الدكتورة تانيا التي عملت في أحد مستشفيات غزة خلال أسوأ موجات التصعيد، أكدت أن ما تعرض له القطاع هو هجوم ممنهج على المدنيين، مُبينة أن الأعداد الهائلة من الشهداء كانت أكثر من أن تُحصى، ووصفت مشاهد الجثث المتناثرة في الشوارع بأنها “أرقام لا تنتهي” وعرفت أن “العدد يتزايد، ولكن الحقيقة هي أننا لا نعرف حتى من هم هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا”.

وأضافت بعيون دامعة: “هناك أطفال كانوا ينتظرون الطعام في مستشفى، وها هم الآن يقبعون في أكياس الموت. ماذا يمكن أن نقول للعالم الذي يكتفي بالتصريحات الباهتة بينما نحن نغرق في بحر من الدماء؟”.

التبريرات بدل العقوبات.. دعوات للعالم للتحرك

الدكتورة تانيا لم تقتصر شهادتها على وصف المعاناة فقط، بل دعت بقوة العالم إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، قائلة: “أطالبكم بأن لا تكونوا شهودًا فقط على المجزرة، أطالبكم بأن تتحركوا وتوقفوا هذه الإبادة. كفى تبريرات!”.

ووجهت حديثها للمندوبين في مجلس الأمن: “إن السكوت على الجرائم لن يجعلها تختفي، بل سيزيد من دماء الأبرياء التي تسيل على الأرض. هناك حقيقة واحدة يجب أن يعرفها العالم، وهي أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وإذا كان المجتمع الدولي فعلًا يلتزم بالقيم الإنسانية التي يدعيها، فإنه يجب أن يتخذ إجراءات فورية توقف هذا القتل المتعمد”.

صمت المجتمع الدولي.. محاولات التبرير بدلًا من المعاقبة

وأضافت الطبيبة، التي شغلت منصبًا في أحد المستشفيات التي استقبلت آلاف الجرحى، أن ما زاد الطين بلة هو الصمت المخزي للمجتمع الدولي: “أشعر بخيبة أمل عميقة من العالم الذي يقف متفرجًا على هذه المذبحة. لا توجد عقوبات على إسرائيل، بل نسمع فقط تبريرات مستمرة لما يحدث. العالم يعلم ماذا يحدث، ومع ذلك يبدو أن هناك من يحاول تبرير القتل الجماعي، مما يجعلنا نتساءل: هل أصبح قتل الفلسطينيين أمرًا مقبولًا؟”.

شهادات مثل شهادة تانيا حسن تعد بمثابة صفعة في وجه المجتمع الدولي الذي بقي يتفرج على معاناة الشعب الفلسطيني، حيث إن الحقائق التي سردتها الطبيبة العائدة من غزة كانت بمثابة دافع يدعو لإعادة النظر في مواقف الدول الكبرى.

غزة ما بين الإبادة والمقاومة

وفي كلمة أخرى في شهادتها، قالت الدكتورة تانيا إن “غزة ليست مجرد صورة مروعة من الماضي، بل هي تاريخ شعب يرفض الانكسار”، مؤكدة أن الفلسطينيين رغم جميع الفظائع التي يتعرضون لها، لا يزالون يقاومون، مؤمنين بحقهم في الحياة والحرية.

وأوضحت: “الضحايا لا يفقدون أملهم، بل يواصلون الكفاح بكل الوسائل. هناك أطفال يولدون في المخيمات، وينشأون وسط المعاناة، لكنهم ما زالوا يأملون في غدٍ أفضل، بينما العالم يقف متفرجًا على هذا الواقع المرير”.

رسالة للعالم.. غزة تستحق العدالة

وفي ختام شهادتها، ختمت الطبيبة تانيا حديثها برسالة إلى العالم قائلة: “غزة تستحق العدالة، وفلسطين تستحق السلام، والشعب الفلسطيني يستحق الحياة الكريمة كما يستحق كل شعوب الأرض. وعلى مجلس الأمن أن يتوقف عن التبرير ويتحرك من أجل وقف هذه الإبادة”.