شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث وصل سعر الذهب عيار 21 إلى 3615 جنيهًا للجرام، مسجلًا زيادة قدرها 15 جنيهًا.
جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالتغيرات على الساحة الاقتصادية العالمية، وسط تحقيق الذهب قيمًا تاريخية لم يُسجلها من قبل.
نستعرض العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب وفقًا لتصريحات خبير الذهب سعيد إمبابي، بالإضافة إلى توضيح توقعاته للمستقبل وأفضل استراتيجيات الاستثمار في الذهب.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة: أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب هو قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة على الدولار.
هذا القرار يشجع المستثمرين على البحث عن بدائل استثمارية تقدم عوائد أعلى، ويعتبر الذهب من أهم هذه البدائل، فعندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الاستثمار في الأصول الثابتة مثل الذهب أكثر جاذبية.
التوترات العالمية: ذكر سعيد إمبابي أن العالم يشهد حاليًا “شبه حرب عالمية”، وهو ما يعزز المخاوف الاقتصادية لدى المستثمرين.
في الأوقات التي تسود فيها حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، يلجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب للحفاظ على قيمة استثماراتهم.
يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، ولذلك زاد الطلب عليه في الأسواق العالمية.
استقرار سعر صرف الدولار وتأثيره
أوضح إمبابي خلال مداخلة هاتفية في برنامج «صباح الورد» على قناة TEN TV، أن ارتفاع أسعار الذهب في السوق المصري لم يكن مرتبطًا بتحركات سعر صرف الدولار.
رغم استقرار سعر الدولار في السوق المصري خلال الفترة الأخيرة، إلا أن العوامل العالمية كانت أكثر تأثيرًا في دفع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة.
تحليل أسعار الذهب عالميًا
ذكر إمبابي أن الذهب سجل أكثر من قيمة تاريخية لم يُسجلها من قبل، حيث وصلت الأوقية إلى 2670 دولارًا، وهو رقم لم يشهده سوق الذهب على مر العصور.
هذا الارتفاع التاريخي يُعزى إلى التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، مما يجعل الذهب خيارًا رئيسيًا للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم من التضخم وتقلبات السوق.
استراتيجيات الاستثمار في الذهب
تطرق إمبابي إلى نقطتين رئيسيتين يجب أن يأخذها المستثمر بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار شراء أو بيع الذهب:
الشراء للإدخار: إذا كان الهدف من شراء الذهب هو الادخار لفترة طويلة، ينصح إمبابي بعدم القلق بشأن تقلبات الأسعار على المدى القصير.
في هذه الحالة، يُعتبر الذهب استثمارًا آمنًا يمكن الاحتفاظ به لفترات طويلة دون الحاجة إلى بيعه في أوقات الارتفاعات السعرية، خاصة إذا لم يكن المستثمر بحاجة إلى عائد فوري من هذا الاستثمار.
الشراء للتجارة: أما إذا كان الهدف هو المتاجرة بالذهب، فمن المهم متابعة السوق عن كثب، وفهم تحركات الأسعار واتخاذ قرارات بيع وشراء مبنية على تحليل السوق. هذه الاستراتيجية تحتاج إلى دراسة مستفيضة وتوقيت دقيق لتحقيق أرباح من ارتفاعات الأسعار.
مستقبل أسعار الذهب
مع التوقعات باستمرار التوترات الاقتصادية والسياسية على المستوى العالمي، يُتوقع أن يواصل الذهب تحقيق مستويات سعرية مرتفعة.
ومع ذلك، قد يشهد السوق بعض التراجع أو الاستقرار المؤقت في حال حدوث تحسن في الأوضاع الاقتصادية أو استقرار الوضع الجيوسياسي العالمي.
نصائح للمستثمرين
دراسة السوق: من المهم للمستثمرين الجدد أو الذين يفكرون في الدخول إلى سوق الذهب أن يقوموا بدراسة السوق جيدًا.
المتابعة المستمرة لأخبار الذهب، وتقارير البنوك المركزية، والأحداث الجيوسياسية تعد عناصر أساسية لفهم تحركات الأسعار.
تحديد الهدف: يجب على المستثمر تحديد الهدف من الاستثمار في الذهب، سواء كان الهدف هو الادخار أو المتاجرة.
في حالة الادخار، يُنصح بالاحتفاظ بالذهب لفترات طويلة، بينما في حالة المتاجرة، يجب أن يكون المستثمر قادرًا على توقيت الدخول والخروج من السوق بشكل صحيح.
التنويع في الاستثمار: رغم أن الذهب يُعتبر استثمارًا آمنًا، إلا أن التنويع في المحافظ الاستثمارية يعتبر قاعدة أساسية لتقليل المخاطر.
من الجيد أن يجمع المستثمر بين الذهب وأصول أخرى مثل الأسهم أو العقارات للحفاظ على توازن استثماري.