الأرباح الرأسمالية «فزاعة» الاستثمار فى البورصة

د. على الحداد العضو المنتدب لشركة «نيوبرنت» لتداول الأوراق المالية والسندات:

 

3 مستهدفات تعزز مكانة الشركة

كن الشىء الفريد، كن الذى لم تر الأرض شبهك، إرادتك ستشكل مسيرتك، نجاحك، وتعثرك من صنعك أنت، وليس من صنع آخر، تعامل مع ذاتك على أنك أنت القوة، وأنت من تستطيع إزالة كل العقبات، أنت وحدك مالك قدرك، فزت أم خسرت فالاختيار اختيارك، والمسئولية مسئوليتك، لا تستسلم أبدا، اعتقد فى قدراتك ولا تدع من يقنعك أنك غير قادر على وصولك للأحلام.. وكذلك محدثى آمن بأنه يستحق الأفضل، فعمل ليل نهار لتحقيق ما أراد.

أعظم مهمة فى مشوارك، أن تجد معنى فى مسيرتك، وفى تخطيط أهدافك، اعلم أن الإنجازات العظيمة هى التى تخلد عبر الأيام، ومن أجل ذلك عليك أن تحب ما تفعل، وهو ما سار عليه الرجل منذ الصبا.

الدكتور على الحداد، العضو المنتدب لشركة «نيوبرنت» لتداول الأوراق المالية والسندات.. يستثمر وقته وجهده فى التعليم، يستخدم العثرات لبناء قوته وإصراره، فى قاموسه العمل الجاد هو المفتاح لتحقيق التفوق، ثقته بقدراته تجعله قادرا على تحقيق المستحيل، متصالح مع نفسه وهو ما يميزه.

بالطابق الثانى بدت واجهة المنزل أكثر جمالا، صممت على شكل مثلثات ومربعات، عند المدخل الرئيسى اللون البيج يسود الحوائط، نمط واحد من اللون يضفى بساطة على المكان، لوحات عبارة عن رسومات تتميز بالطابع المختلف، جميعها تحكى عن جمال الطبيعة، وما تضمه من مياه، وأشجار خضراء، الأثاث يميل للألوان الهادئة، بعض الأنتيكات والفازات المرسومة بتصميمات تتسم بالإبداع، الممرات بسيطة، وهادئة، بنهاية الممر تبدو غرفة مكتبه أكثر بساطة، محتوياتها تقليدية، المكتب صمم باللون البنى، أرفف المكتبة تضم مجموعة نادرة من الكتب المتعلقة بالمجالات المختلفة، غلب عليها الكتب المتعلقة بمجاله.

قصاصات ورقية يدون فى صفحاتها أجندة عمله اليومية، وتقييمه، مذكرات تسجل محطات، ومسيرة طويلة بدأ قصتها من الصعيد الجوانى، اتسمت سطورها بالإرادة والعزيمة، إلى أن حقق أهدافه.. بدأها بقوله «من سار على الدرب وصل، ومن جد وجد ومن زرع حصد».

تفاؤل وتفكير إيجابى، رؤية تبنى على موضوعية، لا يتجمل فى التفسير والتعقيب على المشاهد، دقيق فى تحليله، هدوء يمنحه ثقة، ومصداقية، يبدى ملاحظات إذا تطلب الأمر ذلك.. يقول: «إن تحرير سعر الصرف الذى شهده الاقتصاد منذ عدة أشهر، كان بمثابة طوق النجاة، بعدما لم تتم الاستفادة من تحرير سعر الصرف عام 2016، رغم تدفقات النقد الأجنبى الكبيرة وقتها، بالإضافة إلى أنه لم يتم العمل الجاد لتوفير الموارد الدولارية، وترشيد فاتورة الاستيراد، مما كان له التداعيات السلبية على السواد الأعظم، ومع تزايد الضغط على الدولار، وعدم تحقيق الاستقرار بالسوق، دفع الحكومة إلى تحرير جديد لسعر الصرف، بنسب كبيرة».

الهدوء من السمات الذى يتميز بها الرجل، يتكشف ذلك فى تحليله إلى العوامل الخارجية، التى دفعت الاقتصاد إلى الأزمات، بسبب عدم استقرار اقتصاديات هذه الدول، وبالتالى انعكس على الاقتصاد الوطنى، نتيجة الاعتماد على الاستيراد من الدول المتسببة فى الأزمات العالمية، بسبب الحروب بينهم، لذلك متوقع فى ظل عدم الاستقرار مواصلة موجات معدلات التضخم فى الارتفاعات، ولكن لن يكون بوتيرة حادة.

< إذن كيف تكون توقعاتك للمرحلة القادمة من الاقتصاد؟

– بتفكير إيجابى، وهدوء كبير يجيبنى قائلا إن «الحكومة خلال الفترة الماضية بدأت تعمل على تحديد خطط للمستقبل تبدو أكثر تفاؤلا، حيث تقوم على الصناعة والإنتاج، وكذلك التحول الكبير إلى العنصر البشرى، القادر على تنفيذ استراتيجية الحكومة بصورة دقيقة، وهو ما يعمل على تحسن الوضع بصورة تدريجية».

يعتبر دائما التعلم خطوة إلى الأمام، وهو ما حرص على عمله طوال رحلته، يتحدث عن أسعار الفائدة، والاتجاه خلال المرحلة الماضية إلى رفع أسعارها بنسب كبيرة، حيث إن الحكومة مضطرة لذلك، بسبب ارتفاع معدلات التضخم، بعد رفع أسعار المحروقات، والطاقة، وربما خلال الفترة القادمة بعد قيام الفيدرالى الأمريكى بخفض أسعار الفائدة، سيكون الاتجاه فى البنوك المركزية العالمية إلى خفض أسعار الفائدة، مما ينعكس على نشاط الاقتصاد، ويشجع على توسع المستثمرين فى مشروعاتهم الاستثمارية، وأيضاً يعمل على تخفيف أعباء الدين على الحكومة، وكذلك تخفيف التكلفة.

خلف كل عزيمة دافع، وبقوة هذا الدافع تكون العزيمة، وهكذا الرجل عندما يتحدث عن الأموال الساخنة ومدى استفادة الاقتصاد الوطنى من تدفقاتها من عدمها، تجده يقول إن «الأموال الساخنة بطبيعتها تقوم على سرعة الدخول والتخارج، لذلك يتعذر أن تتحول هذه الأموال إلى استثمارات أجنبية مباشرة، لكن يتم التعامل معها مسكنات وقتية، لحين تحقيق طفرات فى الإنتاج والتصنيع، بما يحقق مستهدفات الاقتصاد والسوق».

التجارب المتعددة، والمحطات العديدة التى مر بها صقلت خبراته، يتبين ذلك فى حديثه عن الاقتراض الخارجى، حيث يرى أن تغيير سياسة الحكومة فى التعامل مع الاقتراض الخارجى أمر انعكس إيجابيا على تراجع قيم الاقتراض، حيث اتجهت الحكومة إلى الشراكات الاستثمارية، وهو ما خفف الضغط على بيع أصول الدولة، لذلك لا بد من التركيز على الإنتاج والتصنيع، الذى يعمل على ترشيد فاتورة الاستيراد، والاكتفاء محليا، وكذلك التركيز على التصدير وتوفير العملة الصعبة.

لا يزال الجدل قائما بين المراقبين والخبراء حول ملف السياسة المالية، وهل وصلت هذه السياسة إلى حالة رضا.. ورغم هذا الجدل إلا أن محدثى له رؤية خاصة تقوم على أن منظومة الضرائب وتنفيذها بعدالة، سوف تساعد على تحقيق الدولة مستهدفاتها، من إيرادات لمواجهة العجز، وتعزيز الإيرادات، مع العمل على تكرار تجربة يوسف بطرس غالى فى مطلع الألفية، حينما نجح فى استقطاب المزيد من الممولين والمتهربين بخفض نسب الضرائب، بالإضافة أيضاً إلى العمل على تشجيع الاقتصاد غير الرسمى والعاملين فى هذا القطاع، بما يعمل على ضمه للقطاع الرسمى، من خلال تشجيع العاملين فى هذا القطاع، ومحاولة دعمهم بمحفزات ضريبية، وتسهيلات فى التسويق والترويج، بما يدفعهم إلى سرعة الانضمام.

< فى ظل المنافسة التى تواجهها الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى السوق المحلى بسبب المميزات التى تحظى بها اقتصاديات دول المنطقة.. هل عودة وزارة الاستثمار سيكون لها دور فى استقطاب المزيد من الاستثمارات؟

– علامات تفكير ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إنه لا بد من التركيز على كافة الاستثمارات فى القطاعات المختلفة سواء الصناعية أو الخدمية، بالإضافة إلى تقديم حزمة محفزات كبيرة، لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، من خلال رسم خريطة استثمارية واضحة، مع استقرار أيضاً لسعر الصرف القادر على توفير العملة الصعبة أثناء تخارج المستثمرين الأجانب».

التعلم والاجتهاد وجهان لعملة واحدة فى قاموسه لذلك يسعى إلى التعلم المستمر، والاستفادة من التجارب، وأيضاً يرى أن التوسع فى المناطق الاقتصادية ذات القانون الخاص من الملفات المهمة التى تعمل على التوسع فى الاستثمارات الأجنبية، بعيدا عن البيروقراطية الحكومية، بالإضافة إلى ضرورة تقديم الدعم الكامل للمستثمرين المحليين، كونهم اللاعب الرئيسى فى جذب المستثمرين الأجانب.

محارب ناجح ولديه إصرار على تحقيق الأهداف وهو ما يميزه، يتحدث عن ملف برنامج الطروحات الحكومية بصراحة ووضوح، إذ يعتبر أن اتجاه الحكومة إلى المستثمر الاستراتيجى كان بهدف توفير العملة الصعبة، فى ظل شح الدولار، ومتوقع أن تستمر فى هذا الاتجاه لتوفير مزيد من الدولار، حيث إن المستثمر الاستراتيجى هو الخيار الأفضل لتعزيز توافر العملة الصعبة.

< إذن ماذا ينقص سوق الأوراق المالية ليحقق كفاءته؟

– علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إن سوق المال يتطلب حسم مصير ضريبة الأرباح الرأسمالية التى باتت تمثل بعبع الاستثمار فى البورصة، وفزاعة التعامل فى البورصة، مع طروحات قوية للقطاع الخاص تعوض الشركات التى تخارجت من السوق فى الفترات القليلة الماضية».

ثقته بنفسه جعلته يخوض كل التجارب، وهو ما نجح فى تحقيقه، ليرسم لشخصيته طريقا يتميز بالعزيمة والإصرار، وهو ما يتكشف فى فلسفته فى إدارة الشركة مع مجلس الإدارة، إذ نجح خلال عمله أن يتبنى استراتيجية أكثر توازنا، مما ساهم فى تحقيق قفزات فى أرباح الشركة، وتقديم منتجات حديثة للعملاء، مما عزز ترتيب الشركة فى مراكز متقدمة.

فى سطور قاموسه لا تتوقف عن المحاولة، لذلك يستهدف مع مجلس الإدارة تحقيق 3 أهداف منها الحصول على رخصة مزاولة نشاط السندات وأذون الخزانة، والتطوير المستمر فى البنية التكنولوجية من خلال كل ما يتوافق مع قواعد الرقابة المالية حول الحماية السيبرانية، وكذلك التوسع فى الفروع التسويقية.

كل مجتهد ستجد سيرته مكونة من خطوة فى الاتجاه السليم، تليها خطوة أخرى، لذلك يحث الرجل أولاده على الاجتهاد والسعى والتعلم المستمر، لكن يظل شغله الشاغل مع مجلس إدارة الشركة الوصول إلى الريادة والحفاظ على القمة.. فهل يستطيع ذلك؟