تتسبب الأجواء الشتوية مثل الظلام والغيوم وبرودة الطقس لدى الكثيرين في الإصابة بما يعرف بالاكتئاب الشتوي , فما هي أعراضه وكيف يمكن مواجهته؟
الاكتئاب الشتوي
للإجابة عن هذه الأسئلة، أوضح اختصاصي الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي الألماني ستيفن هافنر أن الاكتئاب الشتوي يندرج ضمن ما يعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي(SAD) ، مشيرا إلى أن أعراضه تتمثل في:
– الحاجة القوية للنوم (فرط النوم)
– الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والكربوهيدرات
– الخمول وفقدان الدوافع
– تقلبات المزاج وزيادة التهيج
– العزلة الاجتماعية وقلة الاهتمام بالأنشطة الترفيهية
ولمواجهة الاكتئاب الشتوي، أوصى هافنر باتخاذ التدابير التالية:
ضوء النهار: إن قضاء الوقت في الهواء الطلق بانتظام، خاصة في وضح النهار، يعمل على تحسين الحالة المزاجية؛ نظرا لأن الضوء الطبيعي له تأثيرات إيجابية على الإيقاع الحيوي والشعور بحالة نفسية جيدة.
ويساعد التعرض لضوء الشمس الجسم على إنتاج فيتامين “د”، الذي لا يعد مهما لصحة العظام والعضلات وجهاز المناعة فحسب، بل يؤثر أيضا على المواد الناقلة مثل الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والتي تعمل على تنظيم النشاط والمزاج والحالة النفسية.
الرياضة: تقلل الرياضة من الشعور بالتوتر وفي الوقت نفسه تعزز إطلاق هرمونات السعادة.
إيقاع النوم الصحي: يؤدي الظلام الطويل في الخارج إلى إطلاق الجسم للمزيد من هرمون النوم “الميلاتونين”، مع العلم أن النوم لفترة زمنية طويلة يمكن أن يعزز الاكتئاب. لذا ينبغي اتباع إيقاع نوم صحي؛ حيث ينبغي النوم لمدة لا تزيد على 8 ساعات.
التواصل الاجتماعي: يمثل التواصل الاجتماعي والأنشطة المشتركة أساس الحالة النفسية السليمة. لذا ينبغي مقابلة الأصدقاء والمعارف والذهاب إلى السينما أو المقاهي أو تبادل الزيارات الاجتماعية.
وأشار هافنر إلى أنه غالبا ما تزول أعراض الاكتئاب الشتوي من تلقاء نفسها بحلول فصل الربيع، مشددا على ضرورة استشارة طبيب نفسي، في حالة استمرار الأعراض حتى بعد انتهاء فصل الشتاء؛ حيث قد تنذر حينئذ بالإصابة باكتئاب حقيقي.
الاكتئاب واحد من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، ويمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية.
ويعد اليوم العالمي للصحة النفسية هو مناسبة سنوية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية وتحدياتها، وتشجيع البحث عن الدعم والتحدث عن الأمراض النفسية دون خجل أو وصمة اجتماعية.