اعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، أن “بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى من مليشيا الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023”.
وطالب البرهان، في كلمة له من العاصمة الصينية بكين، “بضرورة تصنيف الدعم السريع مجموعة إرهابية والمساعدة في القضاء عليها وإدانة أعمالها والتعاون معها”، مؤكدا أنها “تهدف عبر تمردها الاستيلاء على السلطه بقوة السلاح وخدمة أطماع قوى إقليمية غير راشدة”.
وأكد البرهان أن “كل ما يعانيه الشعب السوداني الآن ناتج عن تمرد الدعم السريع الذي أصبحت مهددا للأمن والسلم المحلي والإقليمي”، مشيرا إلى أن “الجرائم التي ارتكبتها الدعم السريع صنفت جرائم حرب ضد الإنسانية وماحدث بولاية غر دارفور غير بعيد عن الأذهان”.
وكان إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، اتهم الجيش السوداني بضم مقاتلين من ليبيا في إطار الحرب التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023.
الجيش السوداني
وأوضح مخير في حوار مع موقع “إرم”، أن الجيش السوداني يسعى إلى الحصول على أسلحة “بأي ثمن”، لتعويض النقص في عتاده، كاشفاً أن “منطقة الفاشر تشهد تواصلا مستمرا بين المخابرات السودانية والحركات الإرهابية، وأشهرها بوكو حرام، من أجل تجنيد المقاتلين واستقدامهم من ليبيا عبر تشاد”.
وتابع مخير قائلا: “لدينا معلومات مؤكدة أن حكومة البرهان، تسعى بالوسائل كافة للحصول على أسلحة من أي مصدر كان بعد أن سقطت مصانع الأسلحة الرئيسة في الخرطوم المعروفة بـ”اليرموك” في قبضة قوات الدعم السريع، وهي من أضخم مصانع الأسلحة في أفريقيا، وكان الإيرانيون قد عملوا على تطويرها في أثناء فترة الرئيس السابق عمر البشير”.
وأرجع المسؤول بالدعم السريع صعوبة سيطرة قواته على دارفور إلى أن “قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معها اتخذت من المواطنين رهائن ودروعا بشرية بعد انسحابها من مراكزها الاستراتيجية في وسط الفاشر”، على حد قوله.
واتهم مخير البرهان بأنه “يسعى لإثارة الفوضى في المنطقة عن طريق نشر الرعب والهلع نتيجة الفظاعات التي تقوم بها تلك الجماعات من قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وأكل أكباد الناس، كما حدث في غرب أفريقيا”، واصفا هذا السلوك بـ”المنافي للإنسانية”.
الفريق أول عبد الفتاح البرهان
وفي وقت سابق، قال قاد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في أغسطس الماضي، إن حكومته لن تنضم إلى محادثات السلام مع “قوات الدعم السريع” في جنيف بسويسرا، متعهدا بدلا من ذلك “بالقتال لمدة 100 عام”.
واعتبر البرهان المباحثات التي جرت في جنيف هدفت إلى “تبييض وجه “قوات الدعم السريع”، وشدد على أنه لن يقبل “بتوسيع منبر جدة أو فتح موضوعات جديدة للحوار مع “الدعم السريع”، وتابع البرهان موضحا أنه اعترض على رغبة أمريكا بأن يرسل الجيش السوداني وفدا لمفاوضات جنيف، وليس الحكومة السودانية.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 ما أسفر عن نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.