لم تقتصر بطولات أكتوبر 1973 على الجنود والضباط الحاملين للسلاح والعابرين للقناة، فمن بين الذين خاضوا الحرب وقدموا شهداء ومصابين أيضًا ليعاونوا إخوانهم على خط النار، أبطال الجيش الأبيض، من الأطباء والتمريض العسكريين والمدنيين، الذين كان بعضهم على الجبهة لإسعاف المصابين، والبعض الآخر فى غرف العمليات والطوارئ داخل المستشفيات يؤدى دوره فى المعركة كأى ضابط.
واعتمدت مصر على الخداع الاستراتيجى فى حرب أكتوبر بشكل لم يكن معروفًا من قبل، حيث نفذت خطة «السرية العلنية» لإخلاء المستشفيات الكبرى تمهيدًا لنقل المصابين إليها بعد انطلاق الحرب.
وما أن حلت أول أيام أكتوبر حتى كان العدد اللازم من المستشفيات قد أخلى نهائيًا، وأصبح على أتم استعداد لاستقبال الجرحى والمصابين كإجراء احتياطى مهم.
وفى بداية حرب أكتوبر، أعلن الهلال الأحمر عن فتح باب التطوع للمشاركة فى أداء المهام المختلفة، ووصل عدد المتطوعات إلى 5 آلاف حتى 15 أكتوبر، وقامت كل متطوعة بتقديم العمل الذى تتقنه، فمن لديها ماكينة خياطة أحضرتها معها وتولت إعداد ملابس للمهاجرين، ومن تتقن الإسعاف والتمريض تولت هذه العملية وسط النيران وبين قصف المدافع.
قدم الجيش الأبيض خلال تلك الفترة بطولة لا تقل فى أهميتها وخطورتها عما يقدمه الجنود على الجبهة، وكانوا كتفًا بكتف مع أبطال الجيش على خط النار، وحققوا الانتصار مع كل جسد قاموا بإسعافه وعلاجه، ومع كل مصاب تم شفاؤه وعاد للوقوف على قدميه مرة أخرى، بل قدموا أيضًا تضحيات بأنفسهم، فمنهم من أصيب ومنهم من استشهد خلال أداء مهمته.
.من جانبها وثقت النقابة العامة للأطباء أسماء 17 شهيدًا من الأطقم الطبية الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن فى حرب أكتوبر، وسجلت النقابة أسماءهم على لوحة الشرف وهم الأطباء «لويس نابليون عجايبى، عادل إبراهيم أبوسنة، رشاد مرزوق تادروس، فتحى المتولى حلاوة، حسين صبرى أحمد بشتو، كمال لبيب شنودة، سمير وهبة كراسى، شريف رمزى عباس، نبيل فهمى جورجى، مجدى زكى سعود، صفوت زارع محروس، السيد محمد حسين قاسم، حسن حافظ أحمد شيبوب، حسن محمد مصطفى رشدى، نبيل عبدالحميد الحمامى، محمد أيوب حسين، رضا فؤاد غالى».
شاركت مئات الفرق الطبية فى حرب أكتوبر، يتسابقون للتواجد فى غرف العمليات والطوارئ لسرعة إنقاذ المصابين، وظل بعضهم يعمل فى موقعه لأكثر من مائة يوم متواصلة دون كلل أو ملل بل كان الجميع يؤدى رسالته كأى جندى.