أتفهم حالة التباين فى الآراء التى تسود الشارع المصرى بعد أداء الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى اليمين الدستورية أمام الرئيس نهاية الأسبوع الماضى، فمصر التى تمر بمرحلة مفصلية فى تاريخها الحديث، تحتاج إلى الكثير من بذل الجهد المصاحب لاستراتجيات وأفكار مبتكرة، ودعونا ننظر إلى الحكومة بنظرة موضوعية.
بداية عزيزى القارئ لن أتخلى عن الامل فهو الذى يجعلنا نستكمل الحياة، وهو الوقود الذى يدفعنا الى الاستمرار، فلدى أمل كبير فى عبور مصر هذه المرحلة بما فيها من تحديات كبيرة، خاصة ما نراه فى منطقة تعصف بها الأزمات وما ستصل إليه ، الذى بالطبع سيشكل موازين قوى جديدة ستكون هى اللاعب الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمن ، هذا من ناحية ومن جانب آخر لدينا أزمة اقتصادية حقيقية نحتاج إلى حلول خارج الصندوق وهو مايقوم به الرئيس السيسى من جهد جبار فى سبيل عبور هذة الأزمة ، متأكدين أن جهود سيادته ستكلل بالنجاح.
لدى تفاؤل كبير خاصة فى بعض الحقائب التى تم اختيار افضل العناصر والكفاءات المشهود لها ، ولدى أيضا أمل فى بعض الحقائب أتمنى أن يستطيع من تولاها إضافة بصمة فى هذا الموقع وهذه المهمة .
تفاؤل بلا حدود
هناك بعض الحقائب التى جعلتنى بكل ثقة أن أنام مطمئناً قرير العين ، لان على رأسها كفاءات ذات عقلية فذة (براند نجاح) وعلى رأسهم تولى الفريق كامل الوزير منصب نائب رئيس الوزراء وتوليه وزارتى النقل والصناعه ، فتركيبة وعقلية هذا الرجل تسبقنا بسنين ضوئية، كنت أتمنى أن أجد 30 وزيراً بحجم الفريق كامل الوزير ، أؤكد لك عزيزى القارئ أن عاماً واحداً سيكون كفيلاً أن تكون مصر الحصان الأسود فى كل المجالات، تركيبة الفريق كامل لا تعرف شىء إلا العمل ثم العمل ثم الاخلاص لوطنه، تاريخ كبير من رئاستة للهيئة الهندسية، ثم تولى منصب وزارة النقل وكانت فى حالة يرسى لها، وقام ببناء شبكة طرق عالميه تستطيع مصر من خلالها البدء فى استقبال استثمارات عالمية، بدون عوائق بطرق ممهدة قادرة على اختصار الزمن ، مناطق لوجستية، موانئ بحرية وبرية، بصمات كامل الوزير تستطيع أن تلاحظها من مواعيد القطارات التى تستطيع أن تضبط ساعتك عليها، وهو أمر لم يكن موجود منذ مد، ثورة شهدتها السكة حديد فى مصر، منظومة نجاح ونموذج فريد لرجل بطل شريف مخلص لوطنه ، ليس أمامى إلا ان اشكر من فكر فى هذا الاختيار الذى سيحقق طفرة غير مسبوقة لوزير استثنائى.
تجديد الدماء
من أهم الحقاىب التى شكلها التغيير الوزارى وزارة الدفاع ، وكما عودتنا العسكرية المصرية أن لديها مخزون استراتيجى من الابطال القادرين على قيادة جيش بحجم جيش مصر ، وعى كبير واستثمار فى بناء الكوادر والكفاءات نلاحظه فى القوات المسلحة المصرية ، ليس هناك تقصير ممن سلف ولا إجادة الخلف فجميعهم أبناء العسكرية المصرية التى لا تقهر التى تبنى رجال قادرة على تولى المسئولية حال استدعاء الوطن فى أى توقيت وهذا ماشاهدناة منذ تولى المشير حسين طنطاوى وخلفه تلاميذه من بعدة لتكون هى راية دأب أبناء القوات المسلحة أن يتبادلها أبناؤها جيلاً تلو جيل.
إجادة و تجديد ثقة
لم أتفأجأ بتجديد الثقة فى تولى اللواء محمود توفيق وزارة الداخلية فى الحكومة الجديدة ، ولمَ لا وهذا الرجل الذى حقق طفرة استثنائية بوزارة الداخلية ، توفيق الذى أصر على تبنى استراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بمستوى ضباط الشرطة المصرية ، وإدخال أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة لمكافحة الجريمة والقضاء على الإرهاب ، ارقام وإنجازات يومية تؤكد ، أن هناك ضابطا كفئاً يحمى عرين الأمن الداخلى وانه صمام أمان جدير بالاحترام.
ومن باب الإنصاف الداخليه تعيش ازهى عصورها ، وهناك حالة توافق كبيرة بين الشعب المصرى وشرطتة وهناك بصمات واضحه لاينكرها أحد لتوجيهات وتعليمات وزير الداخلية ، نشعر بها جميعاً كمواطنين واشعر بها انا شخصياً ، فى تعاون كبير من قيادات مديرية أمن الدقهلية ، وكذلك فرع الأمن الوطنى بالدقهلية ، الذين يبرهنون كل يوم بأن فى مصر رجالاً قادرين على حماية أمن الوطن فى كل زمان ومكان.
العدل
حقيبة وزارة العدل من الحقائب السيادية التى لها أهمية كبيرة فهى المنوط بها تنفيذ العداله وإقرار القانون ، تولاها القاضى الجليل المستشار/ عدنان الفنجرى ، أحد شيوخ القضاء الاجلاء الذى يشار لة بالبنان فى الحزم واعلاء راية القانون.
توليه المسئولية خلفا لمعالى المستشار عمر مروان هذا الرجل الذى سيقف التاريخ أمامه كثيراً لما وصل إلية دولاب العمل الادارى والقضائى والتحول الرائع فى رقمك الوزارة .
مهمه كبيرة أوكلت لسيادتك متفائلين أنها ستشهد نجاحاً باذن الله، فالمستشار عمر مروان ، صاحب التاريخ الكبير فى وزارة العدل منذ أن كان وكيل نيابة القصر العينى ، مرورا بكافة المواقع التى أسندت لسيادتة سواء داخل الوطن او خارجه فحدث ولا حرج ، وهو الأمر الذى يجعل مسئولية تولية مدير مكتب رئيس الجمهورية امراً رغم صعوبته وما يصاحبه من مسؤليات جسام بمثابة مهمة وطنيه جديدة لرجل دولة من طراز فريد.
أحلام المصريين
لم تسعفنى السطور فى تناول جميع الوزارات مع اختلاف اشخاصها وطبيعة مسئوليتهم ولكن لدينا أمل وطموح أن نرى تجارب ناجحه ، لهؤلاء الوزراء سواء فى الخارجيه أو التعليم أو السياحة أو الأوقاف الخ .
المحافظون الجدد
المحافظون الجدد ونوابهم عليهم مسئولية وطنية كبيرة ، نحتاج الى استلهام روح النشاط والجد والاجتهاد فى العمل الميدانى فى الشارع وليس من المكاتب المكيفه ، نحتاج المحافظ التنفيذى فى الشارع مع المواطنين ، تمنياتى لهم بالتوفيق.
بقى أن أبعث رسالة للشعب المصرى العظيم ، دعونا نتفاءل فبرغم ماتمر بة الدولة المصرية إلا أن هناك امل فى أن تسير الأمور على افضل حالة ، سنبنى مستقبل ابنائنا بالعمل والاجتهاد ونتسلح بالأمل ليكون لنا معولا للبناء وليس معولا للهدم.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ