كلام فى الهوا
نظرية «الردع» فى العلم العسكرى الجديد «هو إلحاق أكبر ضرر ممكن بالخصم المطلوب ردعه وذلك لتفادى قوته» وقد حلت فكرة الردع مكان فكرة النصر التى فى العادة تنتهى بمرحلة التوفيق ووضع الضمانات اللازمة لعدم تكرار الاعتداء على الرادع، والردع لا يتحقق إلا بعد إكراه الخصم وترهيبه وتدميره.
ورغم محاولات إسرائيل على مدار عام تقريبًا فى القضاء على طموح المقاومة فى غزة ومحاولة إدخالها حظيرة التطبيع والسكون، إلا أن المقاومة تزداد عناداً، ولم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى نتائج الردع الاستراتيجى الذى يعلن فيه القضاء على المقاومة، ولا أحد يعلم حتى الآن من أين تأتى تلك المقاومة بهذه القوة التى انقلب فيها السحر على الساحر وأصبحت هى التى ترهب العدو. فى الوقت الذى لا تنقطع فيه جسور البر والجو فى تزويد العصابة الإسرائيلية بكل أنواع السلاح لتضع المقاومة مفهوماً جديداً للقوة التى تعتمد على قوة الإرادة وليس قوة السلاح، لتؤكد المقاومة أن السلاح لا يرهب أصحاب الحق المدافعين بكل صدق عن قضيتهم، الثابتين فوقه الحافظين للعهد الوافين بالوعد. الخلاصة إن صاحب الحق لا يخشى قوة السلاح، فكثير من الأسلحة غير النارية فى أيدى اُناس ليسوا أصحاب حقوق.
لم نقصد أحدًا!