تعتبر “لم” و”لما” من الأدوات النحوية المهمة في اللغة العربية، ويتجلى فرق معانيهما وأدوارهما في الجملة اللغة العربية،يعتبر الفهم العميق لهذا الفرق من أساسيات دراسة النحو العربي،لذلك، من الضروري التوسع في هذه الأدوات، وتعريفها وتأصيلها، حيث أن لكل أداة منهما استخدامات خاصة ومعاني تفرقهما عن الأخرى،سنقوم في هذا المقال بتوضيح الفروق بين “لم” و”لما” من حيث المعنى والدلالة بالإضافة إلى النصوص النحوية التي تدعم كل تمييز،وسنؤكد على أهمية هذا الموضوع في فهم اللغة العربية بشكل أفضل.
الفرق بين لم ولما من حيث المعنى
لكي نفهم الفرق بين “لم” و”لما” من حيث المعنى، يتوجب علينا تفصيل دور كل منهما في الجملة،بشكل عام، “لم” تستخدم لنفي الفعل المضارع المجزوم بينما “لما” تستخدم لنفي الفعل المضارع أيضاً، إلا أن كل منهما تؤدي وظيفة مختلفة كما سنبين في الفقرات التالية.
عمل لم
تُعتبر “لم” أداة نفي، جزم وقلب بامتياز، حيث تحول الجملة المثبتة إلى جملة منفية وتجزم الفعل الذي يليها، بالإضافة إلى أنها تقلب زمن الفعل من المضارع إلى الماضي،مثال على ذلك هو ما ورد في القرآن الكريم في قوله “ولم يؤت سعة من المال”،هنا، نجد أن الفعل “يؤت” محذوف منه حرف العلة وقد جزم وعلامة جزمها بينة،كما يظهر ذلك بوضوح في الآية الأخرى التي تقول “لم يلد ولم يولد” حيث نجد الأفعال هنا مجزومة بالسكون.
عمل لما
أما “لما” فمثلها مثل “لم” تعمل كأداة نفي وجزم وقلب، يستخدمها الناس للتعبير عن الأحداث التي لم تحدث في الماضي ولكن يتوقع حدوثها في المستقبل،على سبيل المثال، في قوله تعالى “كلا لما يقض ما أمره”، نجد أن الفعل “يقض” هنا مجرد أيضًا وعلامة جزمها واضحة،وهكذا نستطيع أن نرى أن تشير “لما” إلى احتمال وقوع الفعل مستقبلًا.
أنواع لما
من المهم أن نلاحظ أن “لما” في اللغة العربية تمتلك معنيين،الأول هو المعنى الذي ذكرناه، والذي جزم الفعل المضارع، الثاني هو استخدامها كظرف زمان بمعنى “حين”،في هذا السياق، تستخدم في جمل تتعلق بالأحداث الماضية، كما في قوله تعالى “فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا”،هنا، نجد أن “لما” استخدمت لتشير إلى توقيت حدوث الحدث.
أوجه الشبه بين لم ولما
تمتلك “لم” و”لما” أوجه شبه عديدة، فكل منهما تدخل على الفعل المضارع، وتعتبران أدوات جزم تتميز بنفي زمن الفعل والاستبدال إلى الماضي،علاوة على ذلك، فإن كلاهما يشتركان في التخصص كمحفزات للعلاقات في اللغة العربية.
أوجه الاختلاف بين لم ولما
ورغم أوجه التشابه، إلا أن هناك أربعة أوجه للاختلاف بين “لم” و”لما”.
الوجه الأول
الأداة “لم” تمثل نفيًا في الزمن الماضي، مما يعني أنه يمكن أن نقول “لم أتكلم”، في حين أن “لما” تنفي أيضًا لكنها تشمل الماضي والحاضر ولا تُستخدم مع النفي مثل “لما أتكلم” حيث تعني عدم التواصل في الماضي وكذلك الآن.
الوجه الثاني
بالمقارنة، فإن الفعل المنفي بواسطة “لم” لا يُتوقع حدوثه، بينما الفعل الذي يُنفى ب”لما” يتوقع حدوثه مستقبلًا، كما يمكننا أن نرى في استخدام الآيات القرآنية.
الوجه الثالث
يمكن استخدام “لم” بعد أدوات الشرط، لكن “لما” لا يمكن استخدامها بهذا الشكل،هذا يظهر الفرق بشكل واضح في كيفية استخدام كل أداة في الجمل الشرطية.
الوجه الرابع
ويمكن الاستغناء عن الفعل المضارع بعد “لما” في بعض الحالات، بينما لا يمكن حذف الفعل بعد “لم” دون أن يؤدي ذلك إلى مشكلات في المعنى،هذا الاختلاف في مرونة استخدام الأدوات يعكس تنوع اللغة.
الفرق بين لم ولما من حيث المعنى (لما الظرفية)
أخيرًا، من المهم أن نؤكد أن “لما” يمكن أن تدل على ظرف زمان، وهذا يجعلها أكثر تنوعًا في الاستخدامات اللغوية، مما يميزها بشكل جذري عن “لم” التي تقتصر على كونها أداة جزم ونفي.
تجسد دراسة الفروقات بين “لم” و”لما” أهمية كبيرة في فهم النحو العربي، فكل من الأداتين تعكسان جوانب محددة من الزمن والمعنى، مما يساعدنا على التواصل بشكل أدق وأوضح،فهما تشكلان أساسًا لفهم التركيب اللغوي ودلالاته، مما يزيد من ثراء وتنوع اللغة العربية،إن التعمق في هذه الأدوات لا يساهم فقط في تحسين القواعد النحوية، بل يلعب أيضًا دورًا في تعزيز القدرة على التعبير بشكل صحيح ودقيق.