قبل الضربة الإيرانية للعدو بيومين زار رئيس الوزراء الروسي طهران، وقبلها بشهر زارها وزير الدفاع الروسي أيضا! وقبل الضربة بأيام تناول الإعلام الغربي كله تقريبا استعانة روسيا بأسلحة إيرانية، وتحديدا الصواريخ في ظل الاحتياج الروسي العاجل لها، وهو ما توفره المصانع العسكرية الإيرانية وليس لتفوق إيران على روسيا.
وهي القصة ذاتها التي جرت قبل عام تقريبا عن استعانة روسيا بالمسيرات الإيرانية! وبالتالي يمكن الحديث عن تعاون روسي إيراني غير مسبوق، تجاوز حدود الدعم الفني في بناء النووي الإيراني ولا الدعم السياسي، ولا التفاهمات في سوريا ولا التقارب في كثير من قضايا العالم من فنزويلا إلى إفريقيا وليبيا وغيرها!
أمس الأول الثلاثاء نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لمكالمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغية منع هجوم إيراني على إسرائيل.. وبعد النشر بوقت قصير فوجئ العالم بتصريحات للكرملين قال فيها دميتري بيسكوف في تصريح لوكالة تاس في الإجابة عما إذا كانت موسكو مستعدة لتنظيم اتصالات عاجلة بين بوتين ونتنياهو إذا لزم الأمر، وما إذا كانت روسيا قد تلقت مثل هذا الطلب: “لا توجد مثل هذه الخطط في الوقت الحال”!
التصريح لوكالة تاس الروسية، وبالتالي لا يمكن أن يكون الأمر ردا على سؤال تقليدي لصحفي بوكالة أنباء.. إنما التصريح متعمد والإهانة فيه لنتنياهو مقصودة، خاصة أن نتنياهو كما قالت الصحيفة الإسرائيلية كان سيطلب من بوتين التدخل لمنع إيران من الهجوم على إسرائيل!
ووفقا لإيجور سيميفولوس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط: تحتاج إيران إلى إتفاق مع موسكو حيث يجب ضمان الأمن الإيراني.. إن إضعاف إيران حاليًا لا يصب في صالح روسيا بل في صالح خصومها.. ملاحظًا أن موسكو قد تخسر حليفًا مهمًا في حرب أوكرانيا وهذا أمر لا يمكن السماح به!
السؤال: تلميحات سابقة لبوتين بدعم خصوم الولايات المتحدة كما تدعم الأخيرة أوكرانيا.. فهل قررت روسيا العودة إلى أجواء الحرب الباردة بدعم حلفائها بكل قوة؟! هل كان ذلك مقدمة لدعم روسيا لإيران بمنظومات أسلحة متطورة بما يجعل مفاجآت تنتظر الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران؟ هل وصلنا إلى وقت التحالفات الكبرى التي ترقي إلي حدود المحاور الإستراتيجية؟!
الأيام القادمة ستجيب..