بدراوي يشارك في ملتقى شباب المعرفة

شارك الدكتور حسام بدراوي، السياسي والمفكر المصري، في ملتقى شباب المعرفة الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 

الملتقى، الذي انعقد تحت شعار “الشباب العربي – فرص وتحديات المستقبل”، شهد جلسة نقاشية حول العملية التعليمية، تناولت العديد من التحديات والفرص التي تواجه التعليم في مصر في ظل التغيرات التكنولوجية والاجتماعية المتسارعة.

رؤية مصر 2030 والتحديات المستقبلية:
خلال النقاش، أشار الدكتور بدراوي إلى أهمية تحديث رؤية مصر 2030 التي وُضعت في عام 2015/2016، موضحًا أن التطورات السريعة في مجالات مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تتطلب إعادة النظر في بعض جوانبها. 

ومع ذلك، أكد على ثبات بعض المحاور الرئيسية في العملية التعليمية، مثل الإتاحة والجودة وعدم التمييز، مشيرًا إلى ضرورة التحول إلى اللامركزية في إدارة التعليم، حيث يجب أن تقوم كل قرية ومدينة بتقدير احتياجاتها التعليمية بناءً على معايير محلية.

التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي:
ناقش الدكتور بدراوي التحديات التي تواجه التعليم الرقمي، مشيرًا إلى أن التحول السريع في التكنولوجيا يتطلب أن تكون مصر ليس فقط متلقية للتكنولوجيا، بل مساهمة فيها. وشدد على أهمية تعليم الطلاب كيفية تثقيف أنفسهم بشكل ذاتي، حتى يتمكنوا من مواكبة التغيرات المستقبلية. 

كما أشار إلى أن غرس القيم الصحيحة في وجدان الطلاب أمر حتمي لاستخدام التكنولوجيا بشكل سليم، مؤكدًا أن القدرة على التكيف مع التغيرات والمرونة هي مهارات يجب تعزيزها لدى الأجيال القادمة.

تطوير الوجدان من خلال الأنشطة الثقافية والرياضية:
من جانب آخر، أكد الدكتور بدراوي على أهمية الأنشطة الثقافية والرياضية في تطوير الوجدان لدى الشباب، وأوضح أن هذه الأنشطة تسهم في بناء شخصية متكاملة لدى الطلاب، مشيرًا إلى أن المعلم يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، إذ لا يمكن لأي نظام تعليمي أن يرتفع فوق مستوى معلميه.

مراحل الشباب والتعليم:
تطرق الدكتور بدراوي إلى التقسيمات الجديدة لمراحل الشباب وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية، التي حددت أن سن الشباب يمتد حتى 65 عامًا.

 وأوضح أن الشباب في مصر يمرون بمراحل متعددة، تبدأ من سن 12 عامًا حتى بلوغهم مرحلة الاستقلال الوظيفي وتكوين الأسرة، وأكد على أهمية تطوير رؤية تعليمية تتناسب مع احتياجات الشباب في كل مرحلة من هذه المراحل.

الفارق بين الرقمية والذكاء الاصطناعي:
أوضح الدكتور بدراوي الفارق بين الرقمية والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يتجاوز القدرة على معالجة البيانات فقط، بل يبتكر ويضيف ويقترح. 

وطرح سؤالًا هامًا: “هل سنكون مشاركين في تطوير الذكاء الاصطناعي أم مجرد مشاهدين؟” مشيرًا إلى أهمية أن تسهم مصر في هذا المجال بشكل فعال.

النتائج التعليمية وتأثيرها على المجتمع:
أكد الدكتور بدراوي على أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية كبيرة في تشكيل شخصية الطلاب، وأشار إلى تعريف الدكتور طه حسين للأمية بأنها ليست فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل عدم القدرة على الفهم. 

وأوضح أن التعليم يجب أن يغرس القيم الصحيحة في وجدان الطلاب، مؤكدًا أن المعرفة الصحيحة والثقافة هي الأساس لبناء أمة قوية.

شهدت الجلسة حضور شخصيات بارزة مثل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم السابق، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين. وأكدت النقاشات على ضرورة تحديث رؤية مصر 2030 بما يتماشى مع التغيرات المستقبلية، مع التركيز على تعزيز التعليم الرقمي وغرس القيم الصحيحة لدى الشباب.