يعكس الحراك الجيوسياسي في العالم أهمية مجموعة BRICS، المكونة من خمس دول كبرى البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا،هذه المجموعة تستهدف تعزيز التعاون بين الدول الناشئة وتعزيز الدور الاقتصادي والسياسي لهذه الدول على الساحة الدولية،في هذا السياق، برزت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد مجموعة BRICS، والتي تشير إلى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وهذه الدول، خصوصًا مع الحديث عن إنشاء عملة جديدة قد تهدد هيمنة الدولار الأمريكي.
تهديد ترامب لدول مجموعة بريكس
أطلق ترامب انتقادات حادة تجاه مجموعة BRICS، حيث اعتبر أن جهودها للابتعاد عن الدولار الأمريكي تمثل تهديدًا واضحًا،وتساءل عن مدى قدرة هذه الدول على تنفيذ هذا التوجه، معربًا عن قلقه من تنامي قوة هذه المجموعة التي تسعى لإيجاد بديل للعملة الأمريكية،كما دعاها ترامب للالتزام بعدم إصدار عملة جديدة، مؤكدًا أهمية الحفاظ على مكانة الدولار كعملة عالمية.
عقوبات أمريكية لدول البريكس
ووجه ترامب تحذيرات لاذعة، ملوحًا بأن أي خطوة من دول BRICS نحو إنشاء عملة تعوض الدولار ستكون مصحوبة بعقوبات اقتصادية صارمة من الولايات المتحدة،وأكد أن هذه الدول ستواجه الرسوم الجمركية الباهظة بنسبة تصل إلى 100% على صادراتها، مما يعني أنها ستفقد واحدة من أكبر أسواقها،ولم يخف ترامب تهديداته، حيث نصح دول BRICS بتوقع تداعيات خطيرة على اقتصادها إذا تمسكت بمخططها الجديد.
ترامب على دول بريكس أن تبحث عن مغفل يستقبل بضائعها
استمر ترامب في هجومه، مشيرًا إلى أن على دول BRICS البحث عن أسواق بديلة لقبول صادراتها،وأكد أن وجود فرصة لتحل مجموعة BRICS محل الدولار في التجارة العالمية هو أمر غير منطقي، مضيفا أن أي محاولة من هذه الدول لتحدي الهيمنة الأمريكية ستنتهي بخسائر لها،كانت تلك الكلمات تعبيراً عن الغضب الأمريكي من تحركات الدول الناشئة وتسهيلها عملية التبادل التجاري فيما بينها.
موعد إصدار عملة بريكس
خلال القمة السادسة عشر لمجموعة BRICS، برز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً ما يسمى عملة BRICS الجديدة، والتى تم الإشارة إلى أنها ستسهم في تقويض هيمنة الدولار الأمريكي،وتحدث بوتين عن الاجتماعات والمفاوضات الجارية بين الدول الأعضاء في المجموعة لوضع إطار قانوني ينظم تداول هذه العملة، مما يمهد الطريق لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول غير التابعة للولايات المتحدة.
تُظهر تصريحات ترامب وبرنامج مجموعة BRICS للرؤية الاستراتيجية، كيف يمكن أن تؤثر الديناميات الجديدة في الاقتصاد العالمي على الهيمنة التقليدية للعملة الأمريكية،إن التحولات المتزايدة نحو تعددية القطب الاقتصادي تتطلب من الدول الكبرى إعادة التفكير في استراتيجياتها، وة الدقيقة لسياساتها التجارية والمالية على الساحة الدولية،إن مستقبل العملة الأمريكية ومكانتها يتوقفان على قدرة الولايات المتحدة على التكيف مع هذه التغييرات الجذرية.