بسبب خسائر المقاطعة «بوما» تنهى عقد رعاية منتخب إسرائيل


تعتبر الأزمات السياسية والاقتصادية من العوامل المؤثرة على عالم الرياضة، حيث يرتبط قطاع الرياضة بشكل وثيق بالقرارات السياسية والاجتماعية العالمية،في هذا السياق، أعلنت شركة «بوما» الألمانية المتخصصة في صناعة الملابس الرياضية عن إنهاء عقد رعايتها للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بعد خمس سنوات من التعاون،يأتي هذا القرار كاستجابة للحملة العالمية الداعية للمقاطعة، والتي رأت أن استمرار دعم الشركات الكبرى للكيان الإسرائيلي يتعارض مع الحقوق الفلسطينية،من المقرر أن يصبح القرار نافذًا في نهاية شهر ديسمبر المقبل، مما يترتب عليه تداعيات هامة في عالم الرياضة.

حملة المقاطعة العالمية تثمر

أعلنت حركة المقاطعة الدولية BDS على موقعها الرسمي أن شركة «بوما» أنهت رعايتها للمنتخب الإسرائيلي، وجاء هذا القرار عقب عدم تجديد العقد العام الماضي بسبب تصاعد الحرب في غزة في أكتوبر 2025،على الرغم من أن حملة المقاطعة بدأت قبل الحرب، إلا أن الضغوط الدولية المتزايدة خلال الفترة الأخيرة كانت حاسمة في دفع الشركة لاتخاذ هذا القرار،نجحت الحملة في جمع دعم أكثر من 200 مؤسسة رياضية فلسطينية، بجانب تأييد العديد من الشخصيات الرياضية والفنية العالمية، مما زاد من الضغط على «بوما» وخلق تحديات اقتصادية كبيرة لها،بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر وجود أندية تابعة للمستوطنات الإسرائيلية ضمن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم نقطة صراع رئيسية، حيث قوبل ذلك بانتقاد كبير من منظمات حقوقية مثل «هيومن رايتس ووتش» التي اعتبرت ذلك دعمًا غير مباشر للاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

آثار اقتصادية وخسائر فادحة على بوما

على خلفية هذه المقاطعة، شهدت شركة بوما تراجعًا ملحوظًا في المبيعات في عدة أسواق، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث اختارت العديد من المتاجر الكبرى مقاطعة منتجات الشركة،ومن أبرز الأدلة على هذه الحملة كان خلو رفوف متجر «إيرلندا الكبرى» من منتجات بوما، مما عكس الأخبار السلبية حول الشركة وتأثيرها على مبيعاتها،كما طالت الحملة الإعلامية ضد الشركة مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة وفقًا لمعلومات مسربة من داخل الشركة، وهذا يعكس المخاطر التي تواجهها الشركات بسبب العلاقات السياسية المرتبطة بالرياضة.

البحث عن راعٍ جديد

بعد إنهاء عقد الرعاية مع شركة «بوما»، أعلن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عن توقيع عقد جديد مع شركة “آريا” العقارية الإسرائيلية لتكون الراعي الرسمي للاتحاد لمدة أربع سنوات ابتداءً من العام المقبل،ولكن، يأتي هذا العقد الجديد مع تخفيضات كبيرة تصل إلى 40%، مما يعكس الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الإسرائيلي عقب فقدانه لعقد الرعاية مع «بوما»،يعكس هذا الإرهاق الاقتصادي والبحث عن رعاة جدد في ظل الضغوط السياسية المستمرة تأثير الأوضاع الجيوسياسية على عالم الرياضة، مما يبرز أهمية دور الشركات في السياسة والعلاقات الدولية.

في الختام، يعتبر قرار شركة «بوما» بإنهاء عقدها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم تأكيدًا على تأثير الحملات الدولية مثل BDS في عالم الرياضة،هذا التحول يجسد التغيرات الديناميكية التي تشهدها علاقة السياسة بالرياضة، حيث تتداخل الاعتبارات الاجتماعية والسياسية مع المصالح الاقتصادية،إن المراقبة الدقيقة لهذه التطورات قد تؤدي إلى فهم أعمق للكيفية التي تؤثر بها الأزمات على خيارات الشركات والاتحادات الرياضية، مما يستدعي اهتمامًا أكبر من جانب الجميع لتحقيق ممارسات أكثر نزاهة وعدالة في هذا المجال الحيوي.