قال الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب: “في حديث نبوي شريف، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الكسب، فأجاب قائلاً: ‘كسب الرجل بيده، والبيع المبرور’، وهذا يعني أن أفضل الكسب هو العمل الذي يأتي بعرق الجبين، سواء كان العمل اليدوي أو التجارة التي تقوم على الأمانة والصدق.”
وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: “أما البيع المبرور، فهو البيع الذي يقوم على البر، أي أن البائع لا يستغل الناس أو يرفع أسعار السلع بشكل مفرط، بل يراعي مصلحة الناس كما يراعي مصلحته الخاصة، في هذه الأيام، نجد بعض التجار يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، بحجة ارتفاع أسعار الكهرباء أو المواد البترولية، لكن الزيادة التي يفرضونها على السلع تكون أضعافاً مضاعفة لما هو منطقي، وهذا لا يعتبر من البر.”
وأضاف: “إذا اشتريت سلعة بسعر منخفض، ثم ارتفع سعرها في السوق، فمن الأفضل أن تبيعها بالسعر الذي اشتريتها به، فهذا هو البيع المبرور الذي يبارك الله فيه، أما إذا بعتها بالسعر الجديد المرتفع، رغم أنك اشتريتها بسعر قديم، فقد لا يكون هذا البيع مبرورًا.”
وواصل قائلاً: “قد يتساءل بعض التجار، ‘كيف أستطيع تعويض راس المال إذا بعت البضاعة التي اشتريتها بسعر رخيص بنفس السعر؟’ أقول لهم: دعونا نتذكر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي كان يُعتبر من أطيب التجار وأصدقهم، عندما احتاج المسلمون في المدينة لبئر للمياه، اشترى لهم بئر رومة وجعلها وقفاً للمسلمين، كما أن سيدنا عثمان عندما جاءته قافلة تجار من الشام في وقت الأزمة الاقتصادية في المدينة، عرض عليه التجار أسعارًا مرتفعة، لكنه رفض واختار أن يبيع بسعر معتدل لمصلحة المسلمين، معتمدًا على وعد الله له بأن الحسنة بعشر أمثالها، بل يصل الأجر إلى 700 ضعف.”
وأختتم : “يجب على التجار أن يتبعوا سيرة الصحابة الكرام، وأن يراعوا مصلحة الناس في تجارتهم، حتى لا يستغلوا الأزمات الاقتصادية لصالحهم الشخصي، فالبيع المبرور هو الذي يحقق رضا الله ويبارك فيه الرزق، وهذا ما يجب أن يلتزم به كل تاجر مخلص”