قال الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير بالشأن الإفريقي بمركز إيجيبشن للدراسات الاستراتيجية، ان التطورات الأخيرة في إثيوبيا، خصوصًا مع التقدم الذي تحققه قوات فانو الأمهرية، تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة للتصعيد السياسي والأمني في البلاد، حيث تُعتبر قوات فانو جزءًا من التنظيمات شبه العسكرية ذات النفوذ الكبير في إقليم أمهرا، وتاريخيًا لعبت دورًا بارزًا في الصراعات الداخلية الإثيوبية، لكن التوترات بينها وبين الحكومة الفيدرالية، بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، تصاعدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
سيناريوهات تطور الأوضاع فى اثيوبيا
1. تصاعد الصراع المسلح: إذا استمرت قوات فانو في تحقيق مكاسب ميدانية، فمن المحتمل أن يزداد التصعيد العسكري بينها وبين الجيش الإثيوبي النظامي. قد يؤدي هذا إلى حرب أهلية أوسع نطاقًا تشمل العديد من الأقاليم الإثيوبية. إذ إن توتر العلاقة بين الأمهرا وحكومة آبي أحمد يعود إلى خلافات سياسية وإدارية تتعلق بتوزيع السلطة والحكم الذاتي.
2. تدخل خارجي: قد يدفع الصراع الداخلي المتزايد أطرافًا خارجية مثل إريتريا أو السودان، اللذان تربطهما مصالح استراتيجية بإثيوبيا، إلى التدخل بشكل أو بآخر لدعم أطراف معينة أو للتوسط بين الأطراف المتصارعة. هذا السيناريو قد يساهم في تعقيد الصراع وجعله ذا طابع إقليمي أوسع.
3. تفكك الدولة: مع زيادة الشقاق بين الحكومة المركزية في أديس أبابا وبعض الأقاليم، مثل أمهرا وتيغراي، قد يؤدي ذلك إلى تزايد دعوات الانفصال أو الحكم الذاتي الأكبر، مما يعزز مخاطر تفكك الدولة الإثيوبية الفيدرالية. في هذا السياق، قد تشهد البلاد موجة جديدة من الصراعات العرقية والدينية.
4. مفاوضات سلام: في حال أدرك الطرفان أن استمرار القتال ليس في مصلحتهما، قد يُفتح المجال أمام مفاوضات جديدة، إما بوساطة داخلية أو خارجية. هذا السيناريو يعتمد على مدى استعداد الحكومة وقوات فانو لتقديم تنازلات سياسية. ولكن، نظرًا للتوترات الحالية، يبدو أن هذا السيناريو أقل احتمالًا في المدى القريب.
5. تطهير عرقي وانتهاكات حقوق الإنسان: قد يؤدي تصاعد العنف بين القوات الإثيوبية وقوات فانو إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التطهير العرقي ضد جماعات معينة. هذا السيناريو يزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية في إثيوبيا، والتي بالفعل تعاني من نزاعات مستمرة ومجاعة في عدة مناطق.
العوامل المؤثرة في السيناريوهات:
دور الجيش الإثيوبي: إذا ما استمر الجيش الإثيوبي في الانقسام أو عانى من تدهور معنوي، قد تُفتح الجبهة لصالح قوات فانو أو غيرها من القوى المعارضة.
الاستجابة الدولية: موقف المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأفريقي والدول المجاورة، سيؤثر على مسار الأحداث. الضغوط الدبلوماسية قد تدفع نحو حل سياسي أو على الأقل تجميد الصراع.
الوضع الاقتصادي: قد تؤدي الأزمات الاقتصادية، خاصة مع تعطل سلاسل الإمداد في المناطق المتنازع عليها، إلى زيادة الضغوط على الحكومة والمتمردين للتوصل إلى حل.
وختاما فان الصراع الحالي في إثيوبيا مرشح لمزيد من التعقيد في ظل التقدم الذي تحققه قوات فانو مع استمرار حالة عدم الاستقرار، يمكن أن تتطور الأمور إلى حرب أهلية أوسع نطاقًا، ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة نحو مفاوضات سياسية شاملة تعالج التوترات العرقية والإقليمية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.