توصلت دراسة جديدة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA) إلى أن الخطر المرتبط بالإصابة بالتهاب عضلة القلب، وهو التهاب غالبًا ما ينجم عن استجابة جهاز المناعة للعدوى، بعد وقت قصير من الحصول على لقاح كورونا أقل خطرًا من الإصابة بالمرض.
درس باحثون بقيادة الدكتور محمود زريق، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة فرساي، أشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و49 عامًا هرعوا إلى إلى المستشفى بسبب التهاب عضلة القلب في فرنسا من ديسمبر 2020 إلى يونيو 2022، بينما كانت حملات التطعيم الجماعية جارية على قدم وساق.
وصنف الباحثون الأشخاص إلى 3 مجموعات: الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب عضلة القلب وتم نقلهم إلى المستشفى في غضون سبعة أيام من تلقي لقاح mRNA، وأولئك الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في غضون 30 يومًا من الإصابة بكورونا ولكن لم يتلقوا لقاح mRNA في الأيام السبعة السابقة، أو الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب عضلة القلب لأسباب أخرى.
وكان المرضى الذين يعانون من التهاب عضلة القلب المرتبط باللقاح أقل عرضة بنسبة النصف لإعادة دخولهم إلى المستشفى بسبب التهاب عضلة القلب أو الأحداث المرتبطة بالقلب مقارنة بأولئك الذين يعانون من التهاب عضلة القلب المرتبط بالعدوى أو الأشخاص الذين يعانون من التهاب عضلة القلب لأسباب أخرى.
وقال زريق: “تشير النتائج إلى أن خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب المرتبط بلقاحات mRNA “منخفض للغاية”، كما أن خطر الإصابة بكورونا على القلب “لا يقتصر على التهاب عضلة القلب. فهناك مخاطر أخرى تتعلق بالقلب والأوعية الدموية أيضًا”.
وتأتي النتائج في الوقت المناسب، حيث تستمر حالات الإصابة بكورونا وزيارات غرف الطوارئ في الارتفاع في الولايات المتحدة والعالم.
وترجع الزيادات جزئيًا إلى المتغيرات الجديدة وتراجع المناعة التي يتمتع بها الأشخاص من لقاحاتهم الأخيرة، والتي استهدفت إصدارات مختلفة من فيروس سارس-كوف-2، وهو مادفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى الموافقة مؤخرًا على نسخة محدثة من اللقاح للتعرف على المتغيرات المنتشرة حاليًا. لكن الإقبال على الحقن الأخيرة كان منخفضًا.
ومن ناحية أخرى، لم تتطرق الدراسة إلى سبب ارتباط اللقاحات بالتهاب عضلة القلب، أو لماذا يبدو أن استجابة الجهاز المناعي للقاح مختلفة عن تلك التي تولدها عدوى كورونا، لكن من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب هذه الحالة بعد التطعيم يعانون من حالات أخف بسبب إدراك الناس لخطر التهاب عضلة القلب المحتمل المرتبط باللقاح.