رجل يتناول 700 بيضة بشهر..تجربة كشف بها حقيقة تأثير البيض على الكوليسترول

البيض والكوليسترول.. يعتبر الكثيرون من رواد الصالات الرياضية وخبراء الصحة أن البيض بمثابة غذاء خارق لهم ومصدر جيد للبروتين، ولكن إذا سألت طبيبًا عن البيض، قد يخبرك أنه يرفع مستويات الكوليسترول في الدم ويسبب مشاكل في القلب .

ووفق لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية، تم لعقود نشر ثقافة الابتعاد عن البيض لأضراره ، لأن صفاره يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، وهي المادة الدهنية التي تتراكم وتضر بالأوعية الدموية التي تغذي القلب، ولكن أظهرت الأبحاث في السنوات الأخيرة أن هذا ليس له تأثير مباشر على كمية المادة المتراكمة.

بعد تناوله 720 بيضة.. انخفضت لديه مستويات الكوليسترول السىء

ولكي نصل إلى حقيقة ما إذا كان البيض سيئ أم لا، تناول نيك نورويتس، طالب الدكتوراه في جامعة هارفارد، 720 بيضة في شهر واحد لمعرفة ما يحدث لمستويات الكوليسترول، واكتشف أنه على عكس اعتقادات العديد من الخبراء، فإن مستويات الكوليسترول لديه انخفضت بالفعل. 

والدكتور نورويتس حصل على درجة الدكتوراه في استقلاب الدماغ البشري من جامعة أكسفورد، وهو يكمل دراسته للدكتوراه الطبية في جامعة هارفارد.

و يعتبر البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) “كوليسترول سيئ” لأنه يمكن أن يتراكم على في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، أما النوع الآخر من الكوليسترول، والذي يسمى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول “الجيد”، فله تأثير معاكس من خلال المساعدة في إزالة الكوليسترول الزائد من مجرى الدم ونقله إلى الكبد.

لقد قام الخبراء بتشويه الكوليسترول الموجود في البيض لعقود من الزمن، محذرين من أن تناوله قد يسبب ارتفاعًا في مستويات LDL ويزيد من خطر حدوث مضاعفات.

وفي الفيديو الذي تمت مشاهدته أكثر من 160 ألف مرة على موقع الفيديوهات العالمي “يوتيوب”، قال رجل التجربة إنه يهدف إلى إظهار أن تناول البيض لا يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول، قائلًا:”لقد افترضت أن تناول 720 بيضة في شهر واحد، وهو ما يعادل 133200 مليجرام من الكوليسترول، لن يزيد من نسبة الكوليسترول لدي، وبشكل أكثر تحديدًا، لن يزيد من نسبة الكوليسترول السيئ لدي، وبالفعل، لم يحدث هذا على الإطلاق.”

وأضاف: “على الرغم من أن تناولي للكوليسترول في نظامي الغذائي تضاعف أكثر من خمسة أضعاف، فإن مستوى الكوليسترول السيئ في الدم انخفض بالفعل”.

وخلال التجربة كان عليه أن يأكل 24 بيضة يوميًا، أي ما يعادل بيضة واحدة كل ساعة إذا لم يترك له أي وقت للنوم، وعرض صورة لأكثر من 40 صندوقًا من الورق المقوى للبيض جمعها أثناء التجربة.

يذكر أن البيضة الواحدة تحتوي على حوالي 186 مليجرامًا من الكوليسترول، وتشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالكوليسترول اللحوم الحمراء والمحار.

وبعد الأسبوعين الأولين من تجربته، قرر الدكتور نورويتس أيضًا البدء بتناول 60 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا، ولتحقيق هذه الغاية، ركز على الفواكه مثل الموز والتوت الأزرق والكرز المجمد، وللوصول إلى هدف الـ60 جرامًا، سيحتاج إلى تناول ما يعادل موزتين يوميًا، أو 21 أونصة من التوت الأزرق. 

وأوضح كيف أن تناول كمية أكبر من الكربوهيدرات يمكن أن يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الجسم بشكل أكبر، حيث تميل مستويات LDL إلى الارتفاع في أجسام الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات، لأن نظامهم يبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الكربوهيدرات.

ولكن عندما يتناول شخص ما المزيد من الكربوهيدرات، يحدث العكس، حيث تنخفض مستويات LDL في الجسم لأن الشخص يحصل على المزيد من الطاقة من الكربوهيدرات.

أوضح الدكتور نوروتز الآلية وراء انخفاض مستويات الكوليسترول في جسمه على الرغم من تناوله الكثير من البيض

ولكن لم يكن واضحا ما هي الأطعمة الأخرى التي كان يتناولها إلى جانب البيض وما هو روتينه اليومي لممارسة التمارين الرياضية.

ويتساءل بعض العلماء عن سبب عدم ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بسبب تناول البيض، فيفسرون ذلك على النحو التالي: في الأمعاء، يرتبط الكوليسترول بمستقبلات على خلايا الأمعاء مما يؤدي إلى إطلاق هرمون يسمى الكوليسين، وينتقل هذا البروتين الدهني منخفض الكثافة عبر الدم إلى الكبد حيث يرتبط بمستقبل يسمى GPR146، والذي يرسل إشارات إلى الكبد لإنتاج كمية أقل من LDL، مما يساعد على الحفاظ على مستوياته في الجسم.