رحل عن عالمنا مساء أمس السبت الكاتب والروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور عن عمر يناهز الـ82 عامًا في العاصمة الأردنية عمان، وذلك بعد أن هاجر إليها تركًا أرضه التي ظل يبحث عنها طوال حياته من خلال كتاباته التي عرفت بمناقشة النضال والمقاومة الفلسطينية بشكلًا أو بآخر.
أبو شاور يهرب من نيران الحرب لأحضان الكتابة والإبداع
ولد أبو شاور فى قرية ذكرين بفلسطين عام 1942، ولعدم تمكن الروائي المهاجر من العثور على طريق البيت فلجأ للكتابة لتكون هي طريقه إلى محبوبته فلسطين، فغمر رشاد نفسه فى إبداعاته بنهاية ستينيات القرن الـ 20، ولم يتوقف يومًا واحدًا على مدار العقود التالية وحتى رحيله في 28 سبتمبر 2024.
وتنوعت كتابات رشاد بين القصة القصيرة والرواية والمقالة والمسرحية، كما كتب للكبار وللأطفال، وكتب في الفكر والسياسة والثقافة قريبا من فلسطين مؤمنا بحريتها وتحريرها رغم كل الخيبات.
وكانت آخر كتابات الروائي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وهو على سرير المرض بتاريخ 24 أغسطس، فقال: “أنا اليوم في المستشفى من جديد، لكني فخور في هذا اليوم الذي تبقى فيه المقاومة في غزة، وأبطال طوفان الأقصى يعاقبون الجيش المرتزق، أنا فخور جدا، دم أطفالنا وإخوتنا وأهلنا في فلسطين لن يذهب سدىً، وفلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف”.
كتابات رشاد أبو شاور
للكاتب الفلسطيني الكبير العديد من الكتابات فى مختلف التصنيفات الإبداعية، فمن أشهر مجموعاته القصصية: ذكرى الأيام الماضية (1970)، بيت أخضر ذو سقف قرميدي (1974)، الأشجار لا تنمو على الدفاتر (1975)، مهر البراري (1977)، بيتزا من أجل ذكرى مريم (1981)، حكاية الناس والحجارة (1989)، الضحك في آخر الليل (1990)، الموت غناء (2003).
وللقاص العديد من الروايات، أشهرها: أيام الحرب والموت (1973)، والبكاء على صدر الحبيب (1974)، والعشاق (1978)، والرب لم يسترح في اليوم السابع (1986)، وله كتاب “آه يا بيروت” (1983)، وهو يومياته في حصار بيروت عام 1982، ومن كتبه الأخيرة كتاب “هكذا واجهت كورونا” (يوميات وحكايات) 2022، اعتبرت روايته “العشاق” من بين أهم مائة رواية في العالم العربي حيث حاز على جائزة “محمود سيف الدين الإيراني”
المقاومة في كتابات الكاتب الفلسطيني
وتدور معظم أعمال رشاد أبو شاور عن “المقاومة” والحال الفلسطيني، حيث يمكن العصور عن صور إبداعية لتشكل العمل الفدائي في الأردن ولبنان وسوريا في القصص الأولى لرشاد أبو شاور، فأوضح في قصصه الصورة الحقيقية لمعسكرات التدريب وعلاقات الفدائيين والمقاتلين وأحلامهم وعملياتهم الفدائية وأجواء القصف الذي كانوا يتعرضون له.
فيمثل أبو شاور من خلال شخصياته العديدة شباب المقاومة أثناء اندفاعهم بأعداد كبيرة وبدون تفكير للانضمام إلى الفدائيين ومعسكرات التدريب، فمنهم من يغاد مدارسته وأعماله وبيته لينتقل إلى خيمة الفدائيين وقواعد الثورة، لا يشغل عقولهم شىء سوي تحرير فلسطين وفدائها بأرواحهم.
ويرجع ذلك لانخراط الكاتب والروائي رشاد أبو شاور في صفوف المقاومة الفلسطينية وتقلد العديد من المناصب في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يجعل كتاباته أكثر واقعية وملامسة للواقع فلا يروي الكاتب الفلسطيني مجرد حكايات سمعها أو شاهدها عبر شاشة التلفاز وإنما واقع عاشه وشارك به قبل هجرته من أرض الزيتون.
التراث العربي والإسلامي بأعمال أبو شاور
ولم تكن المقاومة الفلسطينية والعربية هي العنصر الوحيد الذي حرص أبو رشاد على تضمينه فى كتاباته، فكان للتراث العربي والإسلامي نصيب في عدد من رواياته ومجموعاته القصصية، وكان ذلك من خلال غرس شخصيات تراثية فى مضمون أعماله، أما لفهم ما سيحدث مستقبلًا من خلال النظر للتجارب الماضية، أو لإسقاطات على الأحداث الجارية التي لا يستطيع الراوي التحدث عنها بصراحة.
ويكون ذلك موجودًا كذلك في قصته “الذي مات عند قمة الجبل” واحتلال المغول العالم الإسلامي، وقصة “اغتيال أبي الطيب المتنبي” وقصة “عكا والإمبراطور”، وقصة “العصي والعيدان” والتي عبر فيها عن فكرة الوحدة العربية.
هذا كما عمل أبو شاور في مجلس الإعلام الموحد نائبًا لرئيس تحرير مجلة “الكاتب الفلسطيني” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت، وهو عضو في جمعية القصة والرواية وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1983.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.