شباب حول الرسول، عبد القدوس الإسرائيلي “خادم الرسول”

منذ فجر الإسلام، أحاط بـ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتية صغار السن بالله حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من تقديس للأصنام، والأوثان، وإدمان للأدران، وصمدوا بقوة أمام ضغوط الآباء والأمهات وعتاة المشركين.

تربوا في مدرسة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.

كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة، فاستحقوا أن يكونوا قدوة للأجيال الشابة التالية.

إنهم “شباب حول الرسول”.

قصة اليوم تؤكد سماحة الإسلام، واتساع صدر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه صادق في أنه لا إكراه في الدين، ولا تفرقة بين المسلمين وغيرهم في المعاملة.
بطلنا هو غلام صغير كان يخدم سيدنا محمدا، صلى الله عليه وآله وسلم، فلما مرض، واستشعر النبي أنه مرض الموت، سارع بعرض الإسلام عليه؛ إشفاقا عليه، حتى لا يموت كافرا.. وكان الأب حصيفا عندما حث ابنه على إطاعة أمر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبهذا نجا الغلام “اليهودي” من النار وفاز بالجنة.

عبد القدوس، يهودي أسلم قبل أن يموت

روى البُخَارِيُّ عن أنس أنّ غلامًا يهوديًا كان يخدم النبيَّ، صَلَّى الله عليه وسلم، فمرض، فعادَه النبيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم، فعرض عليه الإسلام، فقال أبوه: أطِعْ أبا القاسم؛ فأسلم فمات.
وذكر العتبي المَالِكيُّ أنّ اسْمَ هذا الغلام عبد القدوس.

اقرأ أيضا: شباب حول الرسول، زيد بن أرقم “صدقه الله مرتين”

 

وتقول تفاصيل القصة إن غلاما يهوديا كان يخدم سيدنا محمدا، صلى الله عليه وآله وسلم، فمرض مرة فعاده صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه الإسلام، ويحكي أنس بن مالك رضي الله عنه: “أَنَّ غُلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ، فَقَالَ: أَسلِم. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَ رَأسِهِ، فَقَالَ لَه: أَطِع أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَأَسلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: الحَمدُ لِلَّهِ الذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ”. رواه البخاري.

مزاعم بعض المفسرين

وقد زعم بعض المفسرين أن هذا الغلام اشترك في سحر النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث كان هو من أخذ شعرا من شعرات النبي، صلى الله عليه وسلم، وأوصلها إلى لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر، إلا أن هذا النقل لم تثبت صحته.
ويبدو من غير المنطقي أن يفعل ذلك، ثم يطيع أباه ويشهر إسلامه قبل أن يلفظ آخر أنفاسه بقليل، فلو لم يكن يحمل من العرفان والمودة لرسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، الكثير لما نطق بالشهادتين، وهو يجود بآخر أنفاسه.

ويقول القرطبي في “الجامع لأحكام القرآن”: “وذكر القشيري في “تفسيره” أنه ورد في الصحاح: أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي، صلى الله عليه وسلم، فدست إليه اليهود، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي، صلى الله عليه وسلم، والمُشاطة: ما يسقط من الشعر عند المشط، وأخذ عدة من أسنان مشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي”.
كل هذا لم يثبت.. لكن القصة في مجملها تكشف عن معانٍ غاية في الجمال، وتثبت سماحة الإسلام، وميله إلى الرحمة، وقبول الآخر، مهما كانت ديانته، وجنسه، وانتماؤه، وعقيدته.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.