غدًا الأحد.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديس مارمينا العجائبي وتستعرض أبرز محطات حياته المشرقة ومعجزاته الرائعة


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم غدٍ الأحد بذكرى استشهاد القديس مارمينا العجايبي، الشخصية البارزة في تاريخ الكنيسة القبطية،يُعتبر مارمينا رمزاً للإيمان والتضحية في مواجهة الاضطهاد،وُلِد في قرية نقيوس لأبوين مؤمنين، وارتبطت حياته بمسيرة روحية عظيمة ذات طابع استثنائي تجسدت من خلال تجاربه ومعاناته،يعتبر القديس مارمينا أحد أعظم الشهداء الذين تركوا أثرًا قويًا في نفوس المؤمنين عبر الأزمنة.

حياة القديس مارمينا

وُلد القديس مارمينا لأبوين صالحين، وكان والده أوذكسيوس والياً لمقاطعة نقيوس،لكن الأمور قد تغيرت بسبب الحسد والصراعات الاجتماعية، ما أدى إلى انتقال عائلته إلى ولاية أخرى في أفريقيا،ومع احترام الناس له، ظل مارمينا مثالا للحكمة والرأفة، ما جعله محط تقدير الجميع،كانت ولادته بمثابة استجابة لدعاء والدته في كنيسة السيدة العذراء، حيث عزم على العيش في تقوى بعد وفاة والديه.

تحوله إلى حياة الزهد

بعد فقدان والديه، قرر القديس مارمينا تكريس حياته لله من خلال العبادة الزهد والخدمة،كان ذلك في فترة صعبة مليئة بالاضطهادات ضد المسيحيين، ومع ذلك، أصبح رمزًا للإيمان والتضحية،أُعطي له خيار تولي منصب والٍ، لكنه رفض ذلك مفضلًا الاستمرار في إيمانه الراسخ وعبادته.

أسباب استشهاد القديس مارمينا

مع التصعيد المستمر للاضطهادات في عهد الإمبراطور دقلديانوس، لم يستطع مارمينا الوقوف صامتًا،عاد إلى مسقط رأسه ليشهد لإيمانه، حيث تعرض لتعذيب وحشي قبل أن يُقطع رأسه،جسده الطاهر لم يتعرض للفساد، ما يعتبر دليلاً على قداسته وإيمانه القوي.

استرجاع الجسد الطاهر

بعد استشهاد القديس، تمكنت شقيقته من استعادة جسده الطاهر ووضعت في مركب،وعندما واجهتهم مخلوقات بحرية، حدثت معجزة تظهر شفاعته، التي أزالت المخاطر عنهم،هذه الحادثة تعكس المكانة الروحية العالية للقديس في قلوب المؤمنين.

تشريف الجسد وبناء الضريح

عندما وصلت الشقيقة إلى الإسكندرية، استقبلها الشعب بالحفاوة التامة،تم دفن جسده في مكان مقدس وأُقيمت مراسم تكريم رائعة،بعد فترة الاضطهاد، تم نقل الجسد إلى مكانٍ محدد في بحيرة مريوط، الذي أُعتبر رمزًا للإيمان المستمر عند الأقباط.

عجائب القديس مارمينا

استمرت عجائب القديس مارمينا بعد وفاته، حيث أصبح مزارًا مهيبًا للزيارات والتبرك،المؤمنون يتوجهون إليه لطلب الشفاعة ويعتبرونه رمزًا للأمل والتضحية في الإيمان،تضفي معجزاته رونقًا خاصًا على هذا المكان المقدس، مما يعزز الإيمان لدى الزيارة.

نهاية المطاف

تظل ذكرى استشهاد القديس مارمينا العجايبي تجسيدًا حيًا للقيم الإيمانية، حيث تعتبر قصة حياته مصدر إلهام للمؤمنين في كل مكان،تفتح الذكرى السنوية أمام المؤمنين فرصة للتأمل في معاني الإيمان والصبر،يمثل القديس مارمينا قيمة رمزية تعكس الثبات في الإيمان رغم التحديات، مما يدعو الناس للتأمل في مسيرته الروحية والتعمق في معاني حياته والإرث الروحي الذي تركه.