“ترامب تحت نيران هاريس بسبب الإجهاض مع بدء التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية الأمريكية”
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في 5 نوفمبر، اشتعلت المواجهة بين المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، حيث صعدت هاريس هجومها ضد ترامب وحزبه، واصفة إياهم بـ “المنافقين” فيما يتعلق بمسألة الإجهاض، وجاء ذلك بالتزامن مع انطلاق عملية التصويت المبكر في ثلاث ولايات، هي فرجينيا، مينيسوتا، وجنوب داكوتا.
بدء التصويت المبكر.. خيارات متعددة وحماس شعبي
بدأ التصويت المبكر في الولايات الثلاث بطرق متنوعة، مما يتيح للناخبين فرصة الإدلاء بأصواتهم شخصيًا أو عبر البريد، ويأتي ذلك قبل 46 يومًا من يوم الانتخابات الرسمي، وفيما اختارت ولايات مثل مينيسوتا وساوث داكوتا تقديم الخيارين للناخبين، تقتصر ولاية فرجينيا على التصويت الشخصي في مراكز الاقتراع، وتوقع الخبراء مشاركة عدد كبير من الناخبين في التصويت المبكر، الذي أصبح شائعًا في العقد الأخير.
الناخبون في بعض الولايات، مثل كاليفورنيا ونيفادا، يحصلون على بطاقات الاقتراع عبر البريد تلقائيًا، مما يسهل عليهم المشاركة المبكرة، ويبدو أن هذا العام سيشهد تزايدًا كبيرًا في نسبة المصوتين مبكرًا، إذ يفضل الكثيرون هذه الطريقة التي تمنحهم مزيدًا من المرونة في الإدلاء بأصواتهم قبل موعد الانتخابات الرسمي.
هاريس تصعد هجومها.. خطاب قوي وسط الحضور النسائي
في أتلانتا بولاية جورجيا المتأرجحة، ألقت هاريس خطابًا ناريًا، اعتُبر من أقوى خطاباتها في حملتها الانتخابية حتى الآن، ووسط جمهور غالبيته من النساء، انتقدت هاريس بشدة السياسات التي أدت إلى حظر الإجهاض في الولاية، قائلة إن ذلك تسبب في وفاة امرأتين، وأضافت بنبرة غاضبة: “أين كان هؤلاء المنافقون عندما كانت النساء والأطفال بحاجة إلى الرعاية؟ كيف يجرؤون على اتخاذ قراراتهم تحت شعار حماية النساء والأطفال بينما يتجاهلون رفاههم الحقيقي؟”.
هاريس لم تتوقف هنا، بل وجهت اتهامات مباشرة لترامب بأنه المسؤول عن إلغاء الحق الوطني في الإجهاض، مشيرة إلى أن اختياراته للقضاة في المحكمة العليا مهدت الطريق لهذا الإلغاء، ومنذ ذلك القرار التاريخي في عام 2020، فرضت أكثر من 20 ولاية أمريكية قيودًا صارمة على الإجهاض، منها ولايات تقيد الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل، مما أثار موجة من الانتقادات والاحتجاجات.
ترامب.. فخر بالقضاة والسياسات.. وصد من هاريس
على الجانب الآخر، يتفاخر ترامب بأن تعييناته للقضاة في المحكمة العليا كانت حاسمة في إلغاء الحق الفيدرالي في الإجهاض، مما لاقى تأييدًا من قاعدة ناخبيه المحافظين، ومع ذلك، تواصل هاريس التركيز على ما تصفه بـ “خطر ترامب للإجهاض”، معتبرة أن السياسات التي دافع عنها ترامب وحزبه تؤثر سلبًا على حقوق النساء في جميع أنحاء البلاد.
في تجمع آخر بولاية ويسكونسن، واصلت هاريس هجومها على ترامب، حيث وصفت القيود على الإجهاض بأنها “غير أخلاقية”، وذكرت اسم “أمبر نيكول ثورمال”، وهي أم توفيت بعد مضاعفات نادرة من عملية إجهاض في عام 2022، لتكون شاهدًا على ما تصفه هاريس بـ “العواقب القاتلة” لسياسات ترامب وحلفائه.
معركة الانتخابات.. الإجهاض في قلب المواجهة
بينما تبدأ عملية التصويت المبكر، يتضح أن قضية الإجهاض ستكون محورًا رئيسيًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يتنافس هاريس وترامب على كسب أصوات الناخبين في ولايات متأرجحة قد تحسم نتيجة الانتخابات، وبينما يسعى ترامب إلى حشد قاعدة ناخبيه المحافظين بالفخر بسياساته القضائية، تستمر هاريس في تقديم نفسها كمدافعة عن حقوق النساء، مستخدمة قضية الإجهاض كورقة انتخابية قوية.