يمكن استخدام عدم وجود مادة كيميائية رئيسية في الدماغ مسؤولة عن تغذية الذاكرة كاختبار أولي لخرف الشيخوخة كلما تم التشخيص بشكل أسرع، زاد الاحتمال النظري للعلاج.
عندما يواجه ضحايا خرف الشيخوخة ومرض باركنسون والأمراض التنكسية العصبية الأخرى الأعراض الواضحة الأولى، تحدث بالفعل تغييرات لا رجعة فيها في أدمغتهم تجعل أي علاج غير فعال.
ولكن إذا اكتشفت هذه التغييرات قبل 10-20 عاما من ظهور المرض نفسه، فإن احتمال هزيمته يزداد كثيرا.
ولهذا السبب يبحث العلماء من جميع أنحاء العالم عن طرق لتشخيص الأمراض التنكسية العصبية في وقت مبكر وينطبق هذا بشكل خاص على الخرف الشيخوخة، نظرا لزيادة متوسط العمر المتوقع على كوكبنا، أصبح هذا المرض المدمر أكثر شيوعا.
يعتقد علماء من جامعة شيفيلد أنهم قريبون جدا من حل هذه المشكلة، اكتشفوا أن عدم وجود مادة كيميائية معينة في الدماغ يمكن استخدامه كاختبار أولي لمرض الزهايمر.
وهذا هو الناقل العصبي الدوبامين، الذي ينظم الحركات ويغذي أيضا منطقة الدماغ المسؤولة عن تخزين الذاكرة والمعروفة باسم الحصين، وعندما ينخفض عدد الخلايا المنتجة للدوبامين، تتعطل ذاكرة الشخص وقدرته على استيعاب معلومات جديدة، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف الشيخوخة.
ولوحظت آلية مماثلة في مرض باركنسون، وتمكن باحثون من المملكة المتحدة من إنشاء اختبار موثوق به نسبيا لكمية الدوبامين في الدماغ.
وعلى الرغم من أن النقاد يؤكدون أنه من السابق لأوانه الحديث عن النجاح، وسيتم تحديد إمكانات الاختبار من خلال بحث جديد، إلا أن مؤلفي المنهجية إيجابيون للغاية.
وكلما أسرع الأشخاص في منتصف العمر في الخضوع لمثل هذه الاختبارات، زاد احتمال العلاج الفعال للخرف الشيخوخة.
ما هو خرف الشيخوخة
يُستخدَم مصطلح “الخَرف” لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض.
ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض ولكن فقدان الذاكرة وحده لا يعني أنك مصاب بالخَرَف، إذ قد تختلف الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة.