ما أهمية زيارة الرئيس الجزائري إلى القاهرة؟.. خبراء يجيبون

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في مطار القاهرة الدولي، حيث حرص السيسي على استقبال تبون عند سلم الطائرة، وتبادلا أطراف الحديث قبل التوجه إلى قاعة كبار الزوار. أقيمت مراسم استقبال رسمية تكريمًا للرئيس الجزائري، شملت عزف النشيد الوطني لكلا البلدين، في إشارة إلى عمق العلاقات الراسخة بين القاهرة والجزائر.

أهمية الزيارة لتعزيز التعاون المشترك

تأتي زيارة الرئيس تبون إلى مصر، وهي الثانية له منذ توليه منصب الرئاسة والأولى بعد إعادة انتخابه، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة ملفات إقليمية هامة.

من جانبه أكد الدكتور علي محمد ربيج النائب في البرلمان الجزائرى، وأستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن هذه الزيارة تعكس أهمية القاهرة كحليف استراتيجي للجزائر، خاصةً في ظل دور مصر المحوري على الساحتين العربية والدولية. وأوضح ربيج أن مصر بقيادة الرئيس السيسي أصبحت ركيزةً أساسيةً لحل الأزمات العربية، بفضل مكانتها التاريخية وثقلها السياسي، مما جعلها شريكًا رئيسيًا للجزائر في العديد من الملفات.

الملفات الإقليمية المشتركة

على صعيد القضايا الإقليمية، أشار هاني الجمل، المتخصص في الشؤون الدولية، إلى أن الزيارة تتناول قضايا هامة أبرزها الأزمة الفلسطينية وتطورات الوضع في غزة، إلى جانب الأزمة الليبية، حيث سبق هذه الزيارة اجتماع ثلاثي بين الجزائر وتونس واللجنة الرئيسية العليا بليبيا لبحث سبل الاستقرار في ليبيا عبر بناء مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات تفضي إلى حكومة وبرلمان منتخبين. وأضاف الجمل أن التنسيق بين مصر والجزائر يعد أساسيًا في هذا الملف، حيث تتولى مصر الجانب العسكري بينما تركز الجزائر على الجهود الدبلوماسية.

التعاون في مجالات الطاقة والاستثمارات

كما أوضح الجمل أن من أولويات الزيارة التحضير للاجتماع التاسع للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر، حيث تركز المناقشات على قضايا الطاقة، خاصةً مع جهود الجزائر للتحول نحو الطاقة النظيفة ودور مصر في منتدى غاز شرق المتوسط. وأكد على تزايد الاستثمارات المصرية في الجزائر في مجالات الاتصالات والبنية التحتية، إلى جانب اهتمام مصر بجذب الاستثمارات الجزائرية، خصوصًا في منطقة قناة السويس.

التنسيق الدبلوماسي لمواجهة التحديات المشتركة

وبينما تقود الجزائر دبلوماسية عربية فعالة في الأمم المتحدة لمواجهة التوسع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، تسعى مصر إلى منع تهجير الفلسطينيين وتسهيل دخول المساعدات إلى غزة. وشدد الجمل على أهمية تنسيق الجهود الدبلوماسية بين البلدين في المحافل الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

تعاون اقتصادي كبير

أكد الخبير الاقتصادي سمير رؤوف، في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مصر تفتح آفاقًا واسعة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، خاصةً في الشقين الاقتصادي والتجاري. وأوضح رؤوف أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر ينعكس بشكل كبير على الشراكة في ليبيا، حيث يُمكن للشركات المصرية الدخول إلى السوق الليبي بسلاسة وتوسيع استثماراتها هناك، مما يمثل أهمية كبرى للجانب الجزائري والمصري على حد سواء.

وأشار رؤوف إلى أن هناك فرصًا كبيرة للتعاون في قطاع الأغذية، إذ تتمتع الجزائر بإمكانات ضخمة في هذا المجال، ما يوفر إمكانات لنقل التكنولوجيا المتقدمة والتعاون في تصنيع الأغذية على نطاق واسع. وفيما يتعلق بقطاع صناعة السيارات، أوضح رؤوف أن دول شمال إفريقيا، مثل تونس والمغرب والجزائر، تستفيد بشكل كبير من التكنولوجيا الأوروبية في هذا المجال، ويُمكن لمصر أن تتعاون معها في تصنيع أجزاء السيارات، بل وإطلاق سيارة مشتركة تعتمد على تصنيع نحو 40% إلى 50% من مكوناتها محليًا.

وأضاف رؤوف أن المواد الخام تُعد من المجالات المهمة للتعاون، نظرًا لتمركز ثروات طبيعية كبيرة في شمال إفريقيا، ما يمكن مصر والجزائر من استغلال هذه الموارد في التصنيع. وأشار إلى أن مصر تمتلك هيكلًا اقتصاديًا قويًا في مجال الصناعات البترولية وإعادة تدوير المواد الخام، مما يتيح التعاون لتطوير منتجات نهائية عالية الجودة.

وختم الخبير الاقتصادي بأن التعاون الاقتصادي بين مصر والجزائر يمكن أن يسهم في بناء شركات استراتيجية، تستفيد من التكنولوجيا الأوروبية المتطورة، مما يعزز القدرة على خلق منتجات جديدة ويزيد من فرص التكامل الصناعي في المنطقة.