صرح الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، بأن مصر تمتلك فريقًا من الأثريين المتميزين على مستوى عالمي، وهو ما يتيح الفرصة لتحقيق المزيد من الاكتشافات في المستقبل.
وأشار حواس خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة” على قناة صدى البلد إلى أن وادي الملوك في الأقصر لا يزال يحتوي على العديد من المقابر التي لم تكتشف بعد، خاصة ملوك وملكات الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة وأبنائهم.
اكتشافات جديدة في وادي الملوك
في حديثه عن وادي الملوك، أكد حواس أن هذا الموقع الأثري الغني لا يزال يخبئ أسرارًا كثيرة. ومع كل الاكتشافات التي تمت حتى الآن، إلا أن المقابر الملكية غير المكتشفة تشكل لغزًا كبيرًا.
وتوقع حواس أن تكون نفرتيتي، الملكة الشهيرة، مدفونة في وادي “خيوي”، وهو جزء من وادي الملوك الذي لم يتم استكشافه بالكامل بعد.
وأضاف أن الاكتشافات المتعلقة بمقابر الملوك والملكات يمكن أن تسهم في تقديم فهم أعمق لتاريخ مصر القديمة، خاصة فترة الدولة الحديثة.
كما أعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات الكبرى في المستقبل القريب.
تأسيس مدينة تل العمارنة
أشار الدكتور زاهي حواس أيضًا إلى أن الملك أمنحتب الثالث هو الذي أسس مدينة تل العمارنة، والتي عرفت أيضًا بمدينة آتون، وكانت مقرًا لعبادة الإله آتون في فترة حكمه.
وقد لعبت تل العمارنة دورًا مهمًا في التاريخ المصري القديم، كونها مركزًا دينيًا وفنيًا كبيرًا في عصر أمنحتب الثالث وابنه إخناتون.
توضيح حول الآثار النبوية
وفيما يخص القصص المتعلقة بالأنبياء في مصر، أوضح حواس أن قصة خروج سيدنا موسى لم تُسجل على الآثار المصرية، على الرغم من وجود إشارات إلى هذه القصة في القرآن الكريم.
كما أشار إلى أن هزيمة الفرعون لم يتم توثيقها على الجدران أو الآثار، موضحًا أنه لم يقل أبدًا أن فرعون موسى هو الملك رمسيس، وهو الأمر الذي أثار جدلًا في بعض الأوساط الأثرية والدينية.
رد على الاتهامات بالتشكيك في الكتب السماوية
علق حواس على بعض الانتقادات التي وجهت إليه من مصادر عبرية، حيث أفاد أن إحدى المواقع العبرية كتبت أنه “يكذب التوراة ولا يؤمن بالكتب السماوية”، وهو ما نفاه تمامًا.
أكد حواس على أنه لم يقل أبدًا أن أنبياء الله لم يكونوا موجودين في مصر، بل تحدث عن عدم وجود أدلة أثرية تثبت وجودهم على الأراضي المصرية.
حركة الأفروسنتريك ومزاعم الحضارة السوداء
وفي ختام حديثه، تناول زاهي حواس قضية الأفروسنتريك، وهي الحركة التي تدعي أن أصل الحضارة المصرية كان إفريقيًا أسود.
وصف حواس هذه الادعاءات بأنها “مجرد تخاريف”، مؤكدًا أن هدف حركة الأفروسنتريك هو إثارة البلبلة ونشر معلومات زائفة حول الحضارة المصرية.
وأشار إلى أن هذه الحركة تحاول نشر فكرة أن أصل الحضارة المصرية كان سودانيًا أو إفريقيًا، وهو ما يتنافى مع الحقائق التاريخية والأثرية المعروفة.
وأكد حواس أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة مستقلة بذاتها، وأن المصريين القدماء كانوا مرتبطين بتقاليدهم وثقافتهم الخاصة، والتي تميزت بالتطور الكبير في مجالات مثل العمارة، والفن، والعلوم، والدين.
وأضاف أن هذه الادعاءات ليس لها أساس علمي ولا تدعمها أي أدلة أثرية.