تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أسامة طلعت، نظمت الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات ندوة لمناقشة إبداعات التفرغ رواية (سنوات خادعة) للكاتب صابر الجنزورى
الحاصل على منحة تفرغ فى مجال الرواية من المجلس الأعلى للثقافة.
أدارت النقاش الدكتورة إيمان نجم رئيسة الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات، وشارك فى الأمسية كلُ من: الدكتور شريف الجيار؛ أستاذ النقد والأدب المقارن بكلية أداب جامعة بني سويف، والدكتور محمد عليوة؛ أستاذ النقد والأدب المقارن كلية دار العلوم جامعة القاهرة، والكاتب الصحفى محمد الشافعى؛ رئيس تحرير مجلة الهلال سابقًا، والكاتب أحمد محمد جلبى؛ عضو إتحاد كتاب مصر، وذلك مساء أمس الأربعاء الموافق 30 من شهر أكتوبر الجارى فى قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة.
تحدثت الدكتورة إيمان نجم، نحن أمام رواية تحمل قدر كبير من الدسم والتنوع، وقد تناولت حقب شهدت أحداث تاريخيّة كلنا عشناها مثل حرب الكويت وغيرها، وقد حرص الكاتب على تفسير كل حقبة وفقًا إلى منظوره، وأشارت إلى أن رواية (سنوات خادعة) لصابر الجنزورى تصلح لأن تُجسد على الشاشة؛ حيث أنها جمعت واستعرضت فى صورة بانورامية العديد من الأحداث الإقليمية والمحلية الماضية المُهمة.
تحدث الدكتور شريف الجيار، مؤكدًا أننا حين نقرأ رواية (سنوات خادعة)، نجد أنفسنا أمام نص شائك جدًا؛ فالرواية تضعنا أمام تساؤلات عدة، ويتمحور أبرزها حول ما الذى يتوجب على الجيل القادم أن يفعل بصدد ما يحيطه من أحداث وتطورات كبيرة، كما تصدى الكاتب لمسألة كشف المراحل الزمنية الصعبة فى التاريخ المعاصر، مثل غزو صدام حسين للكويت التى اعتبرها محافظة عراقية، ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وهجوم الحادى عشر من سبتمبر على برجى التجارة بالولايات المتحدة الأميركية فى مطلع الألفية الثالثة، وفى مختتم حديثه أوضح أن الرواية لم تقتصر على كونها سردًا للأحداث التاريخية، بل إنها شكلت دعوة إلى الحوار والتفكير العميق؛ فمن خلال استعراضها لخلخلة البنية المجتمعية المصرية، فلا شك أن هذه الرواية تدفعنا إلى التساؤل عن أبعاد هُويتنا، وعن التحديات التى تواجه مجتمعاتنا العربية فى العصر الحديث.
ثم تحدث تحدث الكاتب الصحفى محمد الشافعى
الرواية قريبة جدًا من رواية (ليالى الحلمية) رائعة المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة؛ فقد اختار الكاتب أسلوب المشهدية أو السيناريو، مستعينًا بلغة سهلة وبسيطة، مما يجعلها قريبة جدًا لأن تُحول إلى عمل فنى مصور، وتابع موضحًا أن الرواية ارتكزت على مجموعة من الشخصيات المهمة، وعرضت جوانب الحياة الجامعية إبان العقود المنصرمة، وتناول الكاتب كذلك حرب الكويت، وزلزال 1992م، وأحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001م، الشهيرة فى الولايات المتحدة، وغيرها من أحداث مفصلية، وأشار فى مختتم حديثه إلى أن البناء الدرامى والنفسى شكلا أبرز ما يميز هذه الرواية.
فيما تحدث الدكتور محمد عليوة مشيرًا إلى أن مرجعية صناعة هذه الرواية تقع بين صفحتى 11 و12 قارئًا المقطع التالى:
“فى صباح يوم الغزو طالع سمير العنوان الرئيسى للصحيفة: القوات العراقية تغزو الكويت وتسيطر على العاصمة وتحتل قصر الأمير.
ما ان انتهى من قراءة الخبر حتى وجد أحمد عزت ثائرًا ومتوترًا، عقب أحمد غاضبًا بقوله:
ما حدث ما هو إلا بداية الانقسامات والمؤامرات لتفتيت الوطن العربى.
– بلع صدام الطعم وسوف يصطادونه لا محالة.
قال سمير تأكيدًا لكلامكم : أتذكر قول الدكتور حامد المتولى أستاذ الاقتصاد عندما قال فى إحدى محاضراته التى كان يبدؤها بالحديث عن السياسة: إياكم يا أولاد تصدقوا أن الغرب سوف ينسى هزيمة العدو في حرب أكتوبر 1973.. انتبهوا جيدًا فهم يخططون منذ ذلك الحين للقضاء علينا، خططهم دائمًا بعيدة المدى وليس مهما عندهم أن يحققوا أهدافهم فى وقت قريب.. هم يعرفون ماذا يفعلون وماذا يريدون؟ تذكروا كلماتى.. وإن كان فى العمر بقية سوف تتذكرون ما أقول لكم.
تدخل أحمد عزت: ينصر دينك يا سمير، أنت عبقرى وتفهم فى السياسة، ها هو كلام الدكتور حامد يتحقق وهذه هى البداية المؤلمة”.
ختامًا تحدث الكاتب أحمد محمد جلبى مؤكدًا أنه من المعتاد أن يتفاعل كل قارئ مع النص الأدبى بطريقة مختلفة عن من سواه؛ فيتولد ذلك التفاعل بناءً على تجاربه الشخصية ومعارفه، ولذلك فإنه من الطبيعى أن تُثرى هذه الاختلافات الأصداء والنقاشات حول الرواية، وتساهم فى فهمها بشكل أعمق، وأوضح أن الكاتب تناول من خلال هذه الرواية قضايا معاصرة حساسة بلغة أدبية بسيطة، قدم بواسطتها سردًا لعدة أحداث تاريخيّة معاصرة، بهدف الكشف عن التحديات التى تواجهها الأمة العربية.