أُسدل الستار عن الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي في 24 أكتوبر الماضي، حيث استمرّ المهرجان لمدة تسعة أيام شهدت عرض مجموعة متنوعة من الأفلام التي جذبت انتباه جمهور السينما. يأتي المهرجان في إطار جهوده المستمرة لتسليط الضوء على السينما العربية، وتعزيز التواصل الثقافي بين البلدان من خلال هذا الفن. وقد حصد فيلم “نحن في الداخل” جائزة NETPAC المخصصة لأفضل فيلم آسيوي طويل، مما يدل على نجاح هذا المهرجان في استقطاب الأعمال المؤثرة من مختلف الدول.
تكريم محمود حميدة
توجّهت الأنظار نحو حفل افتتاح المهرجان الذي شهد منح الفنان محمود حميدة جائزة الإنجاز الإبداعي، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير السينما المصرية. وقدم الجائزة له المخرجة إيناس الدغيدي، في لحظة مؤثرة على المسرح. يجسد تكريم حميدة التقدير الواسع الذي يتمتع به في الوسط الفني، ويعكس نجاحاته الرائعة التي جعلته واحداً من أبرز رموز الفن في العالم العربي. وكان لهذا التكريم لمسة خاصة تركت أثراً في نفوس الحضور، إذ يتذكر الجميع مسيرته الحافلة بالإنجازات.
أفلام متنوعة وتجارب جديدة
أُقيم مهرجان الجونة السينمائي بمشاركة 55 فيلمًا روائيًا طويلًا ووثائقيًا، بالإضافة إلى 16 فيلمًا قصيرًا من 40 دولة حول العالم. وشهد المهرجان عرض 6 أفلام في عرضها الأول عالميًا، فضلاً عن تقديم 12 تجربة سينمائية لمخرجين جدد، مما يعكس الجهود المبذولة لتمكين المرأة في صناعة السينما، حيث بلغت نسبة الأفلام التي أخرجتها نساء نحو 44%. بإجماله، يمثل مهرجان الجونة جوهر السينما العربية الحديثة.
أهداف المهرجان ورسالته
يهدف المهرجان إلى تقديم منصة لصناع الأفلام من المنطقة للتواصل مع نظرائهم الدوليين وتعزيز التعاون الثقافي. كما يعمل المهرجان على دعم نمو صناعة السينما المحلية، من خلال إتاحة الفرصة لعرض الأعمال واكتشاف مواهب جديدة. يُشكل المهرجان حدثًا بارزًا في المنطقة، حيث يساهم في إثراء ثقافة السينما ويعكس الرغبة في التعرف على قصص وثقافات متباينة من أنحاء العالم.
في ختام فعالياته، يبقى مهرجان الجونة السينمائي دليلاً على نجاح الأفلام في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ويؤكد أهميته كحدث يجمع عشاق السينما والمبدعين تحت سقف واحد. تعكس هذه التجربة الهامة التحولات المستمرة والفن الحديث في العالم العربي، مما يجعلها نقطة انطلاق جديدة نحو المستقبل.