هجوم إسرائيل على الضفة الغربية يثير موجة من الإدانات الدولية واتهامات لأمريكا

في تصعيد خطير للأوضاع في الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا واسع النطاق أسفر عن سقوط أكثر من 11 شهيدًا وفرض حصار شامل على مدن كبيرة ومناطق واسعة، وأثار هذا الهجوم موجة من الإدانات الدولية والعربية، حيث وصفته العديد من الجهات بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

عملية عدوانية 

 أدانت الجامعة العربية بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي، ووصفت العملية بأنها عدوانية وتهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني والانقلاب على بقايا الاتفاقات الموقعة، وتنفيذ أجندة اليمين المتطرف.

وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن هذا التوجه لا يمكن فصله عن التصريحات الخطيرة والمرفوضة كلياً التي يطلقها وزراء متطرفون في الحكومة حول المسجد الأقصى، مستنكرا موقف المجتمع الدولي قائلا :” أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا التصعيد الذي يتعمد دفع الأمور في المنطقة إلى حافة الهاوية، وفتح جبهات جديدة، وإشعال الحرائق على نحو يجر الأوضاع نحو الانفجار”

وشدد أبو الغيط على أن الولايات المتحدة فشلت في ممارسة الضغط المناسب على إسرائيل وخضعت لمناوراتها ومماطلة قادتها وإضاعتهم للوقت من دون وجود أي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب العدوانية على غزة ويُجنب المنطقة خطر التصعيد الشامل، محملاً واشنطن المسئولية عن استمرار هذه العربدة الإسرائيلية المتصاعدة في المنطقة، ومطالباً إياها باتخاذ موقف واضح من العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تباشرها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة إن الاقتحامات والهجمات الوحشية وعمليات القتل التي تمارسها إسرائيل في مدن شمال الضفة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية وحصار المستشفيات تُمثل توجهاً خطيراً يستهدف إخضاع الشعب الفلسطيني والانقلاب على بقايا الاتفاقات الموقعة، وإعادة ضم الأراضي الفلسطينية تنفيذاً لأجندة اليمين المتطرف. 

ونقل رشدي عن الأمين العام للجامعة العربية قوله إن “إسرائيل تخوض حرب إبادة ضد الفلسطينيين في كل مكان، وأن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية لا علاقة لها بهجمات السابع من أكتوبر، وإنما الهدف هو جعل حياة الفلسطينيين مستحيلة على أرضهم، سواء في الضفة أو القطاع المحتل، وممارسة الترهيب المستمر عبر استباحة الدماء، تنفيذاً لمخططات التهجير وتصفية القضية”.

ومن جانبه أصدر البرلمان العربي بيانًا يدين فيه الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذه العمليات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات.

الموقف العربي والدولي :

ومن جانبها أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الإسرائيلي، ودعت إلى ضبط النفس ووقف العمليات العسكرية فورًا. كما أدانت الأردن الهجوم الإسرائيلي، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي.

فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التصعيد في الضفة الغربية، ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإسرائيلي، ودعا إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

يرى العديد من المحللين أن الهجوم الإسرائيلي يأتي في إطار سياسة التصعيد المستمرة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض وتقويض أي جهود لتحقيق السلام.

و أكدت المنظمات الحقوقية أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ودعت إلى تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات.

ويعكس هذا التصعيد الأخير التوترات المستمرة في المنطقة، ويؤكد على الحاجة الملحة لحل سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام العادل والدائم، قبل أن تجر إسرائيل المنطقة الى حرب موسعة.