الدوحة – سيف الحموري – انطلقت أمس قافلة إنسانية مكونة من 15 شاحنة تحمل كميات من المساعدات الغذائية وغير الغذائية، بالتعاون بين الهلال الأحمر القطري والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، لإيصالها بشكل عاجل إلى الأسر الفلسطينية النازحة والعالقة في شمال غزة.
أشرف على عملية تدشين القافلة الإنسانية السيد محمد أحمد البشري، مدير قطاع الاتصال وتنمية الموارد في الهلال الأحمر القطري، والدكتور حسين شبلي، الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بمشاركة سفارة دولة قطر في المملكة الأردنية الهاشمية، وفريق مكتب الهلال الأحمر القطري بالأردن.
وتأتي القافلة الإغاثية امتداداً لمراحل سابقة من التدخل الإنساني المشترك بين الهلال الأحمر القطري والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حيث كان هناك تعاون بينهما لتسيير 38 شاحنة إغاثية في وقت سابق من العام الحالي. وبهدف تلبية أهم الاحتياجات الإنسانية ودعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق في شمال غزة، حرص الهلال الأحمر القطري على تنويع شحنة المساعدات الحالية لتشتمل على السلال الغذائية وهي المرحلة الثالثة من الدعم الغذائي للأسر النازحة، وتتضمن 3,000 طرد غذائي موزعة على 5 شاحنات، حيث سبق تنفيذ مرحلتين لتوزيع الطرود والسلال الغذائية بمجموع حوالي 20,500 طرد غذائي.
كما تشمل المساعدات تسيير شاحنتين تحملان 4,000 عبوة مياه معدنية كبيرة، ولحوم الأضاحي بتسيير شاحنتين تحملان إجمالي 2,100 كيلو من لحوم الأضاحي المحفوظة والمعلبة، وهي مقسمة على 2,050 صندوقاً تحتوي على 49,600 علبة، لتضاف إلى شاحنتين سبق إرسالهما إلى غزة بإجمالي 1,500 اضحية ضمن المرحلة الأولى من المشروع.
«الشتاء الدافئ»
وضمن حملة الشتاء الدافئ التي أطلقها الهلال الأحمر القطري تحت شعار «دفؤهم واجب»، تم تسيير 6 شاحنات محملة بالمستلزمات الشتوية المتنوعة، لمساعدة الأسر النازحة على تحمل طقس الشتاء البارد.
الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر القطري ساهم منذ بداية العدوان على غزة في توفير حمولة 116 طائرة إغاثة شاملة ضمن المساعدات القطرية المشتركة، بالإضافة إلى المشاركة في تجهيز حمولة سفينة مساعدات قطرية. وبلغ حجم المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر القطري لأهلنا في غزة حتى تاريخه 4,766 طناً من المواد الإغاثية، كما نفذت كوادره الميدانية ما يصل إلى 32 تدخلاً طارئاً استفاد منها حوالي 1.7 مليون مستفيد.
مأساة شمال غزة
لم يتبق في شمال قطاع غزة سوى 500 -700 ألف شخص، ومعظمهم نزحوا من منازلهم ومناطق سكنهم الأصلية جراء الأعمال الحربية الوحشية، ليتنقلوا ما بين المدارس المخصصة كمراكز إيواء ومنازل الأقارب والأصدقاء، نظراً لأن كامل مساحة الشمال تعتبر منطقة عمليات عسكرية ولا توجد بها أي منطقة آمنة، مما يضطر الأهالي إلى التنقل باستمرار من مكان لآخر.
ويواجه من تبقى من سكان شمال القطاع حالياً معاناة شديدة فيما يخص إمدادات المياه والغذاء، فمعظم آبار المياه خرجت عن العمل، كما أن نوعية المياه المتاحة من الآبار القليلة المتبقية متدنية ولا تلبي أدنى المتطلبات كماً وكيفاً. أما المساعدات الغذائية التي تصل إلى الشمال فهي قليلة جداً، مما تسبب في مجاعة مستشرية بين الكثير من الفئات.
وبالنسبة للوضع الصحي فأقل ما يوصف به هو الكارثي، ذلك أن المستشفيات تعتبر أهدافاً مباشرة للقصف، وسيارات الإسعاف والدفاع المدني ممنوعة من التحرك في الكثير من المناطق. وفي مدن مثل جباليا وبيت لاهيا، توجد الكثير من الجثث في الشوارع وتحت أنقاض البيوت المهدمة، دون إمكانية الوصول إليها. وتكافح مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي العاملة في شمال قطاع غزة للاستمرار في العمل، في ظل انقطاع إمدادات الدواء والوقود وحتى المياه، علاوة على الاستهداف الممنهج للكوادر الطبية.