أسدلت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة، أمس الأربعاء، الستار على الفصل الأول في مُحاكمة محمد.س المُتهم بهتك عرض الرضيعة جانيت وإزهاق روحها.
اقرأ أيضاً: أثار الجدل بالكذب.. تحليل نفسي لعريس الدقهلية بطل واقعة الاختطاف المُزيفة
وجاء قرار المحكمة مُتضمناً إحالة أوراق المُتهم لفضيلة مُفتي الديار المصرية، وحددت جلسة 8 أكتوبر للحكم عليه.
وشهدت الجلسة الأخيرة في المُحاكمة أحداثاً درامية بامتياز، ويُمكننا أن نُوجز القصة في 5 مشاهد رئيسية:
النيابة العامة تكشف أهوال الجريمة
في خلال جلسة الأمس كانت النيابة العامة حاضرة بمُرافعةٍ قويةٍ لشرح مُلابسات القضية، ولوصف سلوك المُتهم الذي فاق بفظاعته كل الحدود.
وقالت المُرافعة في أبرز نقاطها إن الشيطان وقف حائراً من فِعل المُتهم، وكان لسان حاله يا من جئت لأغويك لقد أغويتني.
وأكمل ممثل النيابة :”لقد رتع المُتهم في ضلالته، واتى جرمه بكل خسة، مُتناسياً قوله الله من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً”.
وتابع ممثل النيابة :”يا له من يوم تحالف هذا المتهم وهو من شياطين الإنس مع شياطين الجن، ليهتك عرض طفلة بريئة”.
وأشارت النيابة إلى أن لسان حال الضحية كان يقول :”لقد نزعت حفاضي، لم تأبه ولم تُجب، وصرت أصرخ بأني رضيعة، رأيتك تتوحش بعينيك وتستقوى بجسدك وتأتي الفاحشة وأنا أصرخ بأني رضيعة، ولكنكَ كُنت غير مُبالٍ، فرفعت صوتي بأني رضيعة فكتمت أنفاسي”.
وتابعت النيابة :”لسان حال الضحية كان يقول لقد فاضت الروح لبارئها، وألقيت بجسدي في الحديقة، لقد خطفتني والله شاهد، ونزعت حفاضي والله شاهد، كتمت أنفاسي والله شاهد”.
وأكد ممثل النيابة العامة في القضية أن المُتهم لم تظهر عليه أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي يفقده الإدراك وسلامة الإرادة والحكم الصائب على الأمور.
ويأتي حديث النيابة لينفي أي مُحاولة من الدفاع للتشكيك في سلامة المُتهم ذهنياً ونفسياً، وهو نهج الدفاع لمُحاولة تبرأة المُتهم من أي مسئولية جنائية.
دموع حارة من أعينٍ مُتعبة
المشهد الثاني بطله ذوي الضحية، حيث حضر الأب والأم والجِدة بملامح مُتعبة وأعين ذابلة من فرط الدموع التي سالت منذ يوم الجريمة.
تفاعل الأهل مع مُرافعة النيابة القوية التي سردت تفاصيل القصة، وكشفت بلسانٍ بليغ فداحة الجُرم الذي ارتكبه المُتهم، وأصبغت المُرافعة على المُجرم الصفات التي يستحقها بعد الفاحشة التي أقدم عليها.
لم يتمالك ذوي الضحية دموعهم وهي تنساب كنهرٍ جارٍ لا حدود له ولا سدود تقف أمامه، وتعالى صوت النحيب بتواصل المُرافعة.
وهدأ ممُثل النيابة من روع الأهل، وقال لهم إن قصاص القضاء ومن فوقه قصاص الله لن يفلت الجاني منه، وسينال جزاءه العادل.
الدفاع يُحاول تبرأة المُدان
واستمعت المحكمة أيضاً لمُرافعة الدفاع، وانبرى مُحامٍ ومُحامية للدفاع عن المُتهم بكل الطرق، وشككوا في الرواية، وفي تفاصيل القصة.
وقال المحامي :”موكلي جبان وبيخاف عشان كده اعترف أمام النيابة”.
وودفع محامي المتهم بانتفاء الجريمة بركنيها المادي والمعنوي واستحالة تصور الواق.
كما دفع ببطلان إجراءات الضبط والتفتيش في القضية.
وبدا واضحاً حالة السخط بين أهل الضحية على مُرافعة الدفاع، وكان الغضب مُسيطراً عليهم.
القاضي يُدون الحُكم العادل
في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، اعتلى المستشار قاضي المحكمة مِنصته، وأصدر الحُكم العادل بحق المُتهم.
حيث قضت المحكمة بإرسال أوراق المُتهم لفضيلة مفتي الجمهورية، وأكد القاضي على أن القرار جاء بإجماع الأراء.
صدر الحُكم برئاسة المُستشار سيد عبد العزيز التوني، وعضوية المستشارين بولس رفعت رمزي وإبراهيم سعيد الفقي ومحمد عاطف بركات، وأمانة سر عزت فاروق.
فرحة بالقصاص
وذرفت عيون أهل الضحية بعد حُكم المحكمة، وحرصوا على احتضان بعضهم البعض بعد التأكد من القصاص من المُدان، وأكدوا أنهم واثقين من القضاء المصري.
وتابعت جدة الضحية في تصريحات صحفية، وعيونها تقطر الدمع، أنا في غاية السعادة لاقتراب موعد إعدام قاتل حفيدتي.
وبالنسبة لوالد الطفلة جانيت لم يستطيع الحديث غير بجملة وحيدة وهي ” أنا الحمد لله ارتحت”.