شَهِدَت فعاليات اليوم الثامن من جناح الأديان، الذي ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين، بالدورة التاسعة والعشرين من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29 التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية باكو، إطلاق تحالف عالمي للقيادات النسائية الدينية في مواجهة التغير المناخي، وذلك بحضور50 قائدة دينية من 8 ديانات رئيسية يمثلن 15 دولة حول العالم، في مقدمتهم ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، عضو مؤسس لمجموعة “الحكماء” والمؤسسة المشاركة لمشروع الهندباء، وهي حملة عالميَّة تقودها النساء من أجل العدالة المناخية”، وريديما باندي، الناشطة الشابة في مجال المناخ.
وفي كلمتها بمناسبة إطلاق التَّحالف العالمي للقيادات النسائية الدينية من أجل المناخ، قالت السيدة ماري روبنسون، إنَّ القيادات الدينية تمثل قوة هائلة قادرة على تحفيز أكثر من 5.8 مليار شخص حول العالم، أي 80% من سكان الأرض، لتحويل القيم الأخلاقية والدينية إلى أفعال ملموسة لمواجهة أزمة المناخ، مشيرةً إلى أن هذا التحالف الجديد بقيادة النساء يؤكِّد أن الأديان ليست مجرد مصدر للإلهام، بل خطوات عملية تعالج الأزمات البيئية وتضع أسسًا لمستقبل أكثر استدامة وعدلًا للجميع.
وشارك في إطلاق التحالف لورنا جولد، حركة “لوداتو سي”، أليسا قطرونادا منوره وحيد، مؤسسة شبكة ” غوسدوريان الإندونيسية”، وعزة كرم، زعيمة مبادرة “النزاهة”، ودانيال شوارتز من تحالف البيئة والحياة، وديبورا بودرو من مؤسسة “تسي تشي”، وحسنة أحمد من منتدى القيادة الإسلامية العالمية، ود. إياد أبو مغلي ، رئيس مبادرة الإيمان من أجل الأرض، ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والأخت ماماليفار بوريكو، الاتحاد الدولي للرؤساء العامين، ومارثا جارفيس، الكنيسة الأنجليكانية، وميرين واراه من منظمة “جرينفيث”، وأماني الخطاطبة من مدونة “الفتاة المسلمة”.
الجهود المناخية العالمية
ويهدف التحالف العالمي للقيادات النسائية الدينية الذي يحمل اسم “النساء، الأديان، المناخ” إلى إشراك تحالفات العمل المناخي التي تقودها النساء من ديانات وجغرافيات مختلفة، والاستفادة من التأثير القوي للقيادات النسائية الدينية للمضي قدمًا وبسرعة أكبر نحو تحقيق الأهداف المناخية العالمية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الأدوار النسائية في مواجهة أزمة المناخ على المستويين الوطني والدولي، بالإضافة إلى نشر أفضل الممارسات في مجال الاستدامة البيئية، وتعزيز التعاون بين التحالفات النسائية من مختلف الأديان، وتحفيز مزيدٍ من النساء على المشاركة في الجهود المناخية العالمية.
ويستفيد من هذا التحالف أكثر من 73 مليون شخص حول العالم من منظمات كبرى مثل “الاتحاد الأمومي” الذي يضم أربعة ملايين عضو في 83 دولة، ومؤسسة “تزو تشي” البوذية التي تضم ستة ملايين عضوة، وحركة “براهم كوماريس” بـ600 ألف امرأة، إضافة إلى “الاتحاد الدولي للرؤساء العامات” الذي يضم 600 ألف راهبة كاثوليكية، كما تشمل خططه المستقبلية تعزيز الوعي العالمي بالجهود المناخية بقيادة النساء من خلال حملات إعلامية وقصص ملهمة تسلط الضوء على نجاحاتهن، وتوسيع نطاق التعاون لتنفيذ مشروعات تشجير دور العبادة وزراعة الأشجار واستخدام الطاقة المتجددة، بجانب تنظيم جهود مكثفة للدعوة إلى سياسات مناخية فعَّالة خلال الفعاليات العالمية المقبلة مثل مؤتمر الأطراف الـ30 (COP30)، مع إنشاء آلية تنسيقية لدعم التواصل وتبادل الخبرات بين الأعضاء لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المناخية.
مجلس حكماء المسلمين
ويهدف جناح الأديان، الذي ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين، في COP29 إلى البناء على النجاح الذي تحقَّق في النسخة الأولى خلال COP28، ومواصلة العمل على تأطير تغيُّر المناخ باعتباره قضية دينيَّة وأخلاقيَّة عميقة؛ وبحث أفضل الممارسات لتشجيع أنماط الحياة المستدامة، فضلًا عن استكشاف التَّأثيرات غير الاقتصاديَّة لتغير المناخ من خلال وجهات نظر قائمة على الإيمان، ودعوة صنَّاع القرار والسياسات على مستوى العالم من أجل النظر في العواقب الروحية والأخلاقيَّة للإهمال البيئي واتخاذ إجراءاتٍ فوريَّةٍ وحاسمة لحماية الكوكب.